بعد عامين تقريباً من المواجهات القضائية في إسبانيا بين انفصاليي إقليم كتالونيا والسلطات المركزية في مدريد، دانت المحكمة العليا في العاصمة 12 سياسياً وناشطاً كتالونياً، اليوم الاثنين، لدورهم في حركة الانفصال التي تنامت منذ سنوات، وبلغت حدّ تنظيم الإقليم استفتاء من طرف واحد، لم تعترف به الحكومة، في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2017. وقضت المحكمة بسجن تسعة من زعماء إقليم كتالونيا ما بين 9 سنوات و13 سنة بتهمة التحريض على التمرد، وأدين ثلاثة آخرون بتهمة العصيان ولم تصدر بحقهم أحكام بالسجن. ومن هؤلاء، نائب رئيس الإقليم السابق، أوريول جونكويراس، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً بسبب التحريض وإساءة استخدام الأموال العامة. وخلال فترة المحاكمة، استُدعي نحو 600 شاهد، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسباني السابق المحافظ ماريانو راخوي، الذي كان يتولى المنصب وقت الاستفتاء. وكان 92.01 في المائة من الكتالونيين وافقوا على الانفصال عن إسبانيا في استفتاء 2017، لكن نسبة الاقتراع لم تتخطّ 43.03 في المائة. وقبل صدور قرار المحكمة، أعلنت جماعات شعبية مؤيدة للانفصال أنه إذا ثبتت إدانة أي من المدعَى عليهم، فإنه سيتم تنظيم احتجاجات و"عصيان مدني سلمي"، وهو ما دفع السلطات إلى نشر المئات من رجال الشرطة الإضافيين في المنطقة.
ولرأي نادي برشلونة أهمية قصوى، كون تنامي الموجة الداعمة للانفصال برزت تحديداً في مباريات النادي في ملعب "كامب نو" في السنوات الأخيرة، خصوصاً لدى مواجهة الغريم التقليدي ريال مدريد المحسوب على السلطات في العاصمة، وترافق أيضاً مع تصفير الجمهور الكتالوني ضد النشيد الوطني الإسباني. وهو ما دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان النادي سيلعب مباراته المقبلة في الدوري الإسباني ضد نادي إيبار، يوم السبت المقبل، أم لا، في ظلّ الحديث عن إضرابات واحتجاجات مرتقبة في كتالونيا، يوم الجمعة المقبل، أي في اليوم الذي يخطط فيه الفريق للسفر إلى إيبار.
أما في مدريد، فقد ترأس الملك فيليبي السادس العرض العسكري التقليدي برفقة رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، وذلك قبل أقل من شهر من الانتخابات التشريعية، المقررة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وحضر قادة المعارضة اليمينية العرض وكذلك حكام الأقاليم في البلاد، باستثناء كتالونيا والباسك، علماً بأن حاكمي الإقليمين لا يشاركان في العرض منذ أعوام عدة. كما حضر زعيم حزب "فوكس" اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، العرض للمرة الأولى، إلى جانب رئيس حزب "سيودادانوس" الليبرالي، ألبرت ريفيرا، ورئيس الحزب الشعبي المحافظ بابلو كاسادو. ومن المؤكد أن المرحلة المقبلة بين السلطات والانفصاليين ستنهي الهدنة القسرية التي أعقبت اعتقالات 2017، وتؤجج الصراع بين مدريد وبرشلونة.