"لا توجد أعذار لهذه الهزيمة، السقوط غير مبرر أبدا، لقد أضعنا فرصاً عديدة كانت كفيلة بإنهاء كل شيء من البداية، كان يجب علينا أن نفوز"، بهذه الكلمات بدأ مارسيلو بييلسا آخر مؤتمراته الصحافية مع مارسيليا، بعد مباراة الفريق أمام كان في افتتاحية الدوري الفرنسي لهذا الموسم، وقبل أن يبدأ الحضور في طرح الأسئلة الفنية على المدرب الأرجنتيني، عاجلهم جميعا بالصاعقة التي أصابت كل من في المكان بالصدمة.
أنا لن أستمر مع مارسيليا، وسأرحل الآن وهذا القرار نهائي لا رجعة فيه، سأعود إلى بلادي، ولن أدرب فريقا آخر هذا الموسم"، ليقرر "اللوكو" إنهاء كل شيء من طرف واحد، رغم أن كافة التوقعات رجحت تجديده لموسم إضافي، لكن حدث شيء ما في الخفاء جعله يرمي المنشفة سريعا، ويتخلى عن جمهور الفيلودروم، رغم أن أنصار هذا الملعب المرعب أحبوه بشدة، ومستمرون في حبه رغم رحيله المفاجئ، دون سابق إنذار.
خارج الصورة
حصل مارسيليا على المركز الرابع في النسخة الأخيرة من الدوري الفرنسي، وابتعد فقط بفارق نقطتين عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، بعد منافسة قوية مع موناكو حتى الدقائق الحاسمة، وبعد أن توقع الجميع موسما آخر متميزا مع معالجة بعض الرتوش، وإصلاح الأخطاء المتكررة، انهار مشروع بييلسا قبل أن يبدأ، بسبب رحيل معظم نجوم الفريق إلى أندية أخرى.
غامر جينياك في رحلة إلى المجهول في المكسيك، بينما اختار أندريا أيو عدم التجديد والذهاب إلى إنجلترا مع سوانزي، ثم تبعه ديمتري باييه بمبلغ كبير إلى ويستهام، وتوالت الصدمات بعد ذلك، إمبولا إلى البرتغال، توفين مع نيوكاسل قبل العودة مرة أخرى، ليتم تفريغ كتيبة مارسيليا لاعبا تلو الآخر، دون أي رد فعل من جانب الإدارة الرياضية للنادي.
طلب الأرجنتيني عدة لاعبين للتعويض، هو لم يعترض أبدا على رحيل أي نجم، لكنه أرسل كلمات واضحة للمدراء، "علينا التعاقد مع بعض البدائل حتى نحافظ على مركزنا القريب من فرق الصدارة، لا الوصول إليها، نتيجة وجود فوارق شاسعة مع الباريسيين"، وحدد بعض طلباته كأرانجويز، فارغاس، ومدافع جديد يجيد بناء الهجمة من الخلف، لكن لم يأت أحد أبدا، وبدأ الموسم رسميا مع مزيد من الوعود، لكن الجواب جاء ليلة مباراة كان، سنستمر بهذا الفريق حتى إشعار آخر، ليقرر بييلسا سريعا الرحيل، حتى وإن فاز الفريق في أول مباراة بالدوري!
أرض الموهوبين
يمتاز مارسيليا بطبيعة متفردة في فرنسا، إنه النادي الوحيد الفائز بعصبة الأبطال الأوروبية، لا ليون ولا سانت إتيان، ولا حتى باريس سان جيرمان حتى هذه اللحظة، لذلك يمثل فارس الجنوب الرقم الصعب في الكرة الفرنسية، ولا يكتفي بهذا النجاح الأوروبي والدولي، بل يعتبر من أعرق وأكبر الفرق المحلية، بالبطولات التي حققها سواء في الدوري أو الكأس.
لكن قيمة مارسيليا لم ولن تكن أبدا في مجرد أرقام، لأن هذا الفريق يمتاز بجمهور متعصب لأقصى درجة، يخاف منه الجميع بلا استثناء، ويعشق كرة القدم حتى الثمالة، مع المهارة غير العادية لمختلف نجومه على مر التاريخ، ومهما كانت نتائجه، يلعب مارسيليا كرة جذابة مختلفة عن البقية، يهتم بالشكل الجمالي ويحافظ على مبادئ وأصول اللعبة، وبالتالي حدث التوافق سريعا بينهم وبين مارسيلو.
رحل باييه، جينياك، أيو، وأسماء أخرى، لكن لا تزال المدينة مليئة بالمواهب المختلفة، ريمي كابيلا واحد من أعظم المراوغين في العالم، كذلك الجناح أليساندريني الذي يمتاز بالسرعة والخطف، رفقة المهاجم البلجيكي الشاب ميشي بتشواي، وتحت قيادة لاعب الوسط لاسانا ديارا، أي أن السحر لم يندثر والأرض ستظل خصبة مهما مرت السنوات، إذن أين الخلل؟
الحل أم الخلل؟
تعاقد الفريق في بداية الموسم مع الإسباني ميتشيل، رجل براغماتي واقعي إلى أقصى درجة، يملك تاريخاً لا بأس به في إسبانيا واليونان، ولديه كاريزما حقيقية نالها من فترة تألقه كلاعب مع ريال مدريد، لكن هذا النوع من المدربين لا يليق أبدا بمارسيليا، لأن هناك تنافرا واضحا في الصفات والخصائص، من فريق أقرب إلى كرة الشعوب، يلعب دون قيود أو ترتيب، إلى مدرب هادئ لا يغامر أبدا مهما حدث، تجربة شبيهة بإمكانية تدريب مورينيو لبرشلونة!
الكرة فلسفة في النهاية، كل مدرب يستطيع إضافة بصمته الخاصة ويفرض شخصيته المتفردة، لكن هناك أساسيات غير قابلة أبدا للمس، وفريق مثل مارسيليا يميل إلى الكرة المتمردة غير المحافظة، لذلك لا عجب أبدا من النجاح الجزئي الذي حققه بييلسا مع الفريق في أول موسم، لأن هناك حالة تشابه بين الجانبين، رجل مجنون صاحب مبدأ غريب، وفريق يضع جمهوره كلاعب رقم 1، وليس حتى رقم 12.
وإذا كان ميتشيل فعلا لا يصلح لتدريب الجيل الحالي من مارسيليا، فإنه أيضا ليس المتسبب في كل ما حدث، خصوصا بعد الهزيمة القاسية أمام رين بالخمسة هذا الأسبوع، لأن القماشة التي يملكها لا تقدر أبدا على المنافسة، صحيح هناك إمكانية لمركز أفضل، لكن المقدمات الخاطئة تقودنا حتما إلى نهايات غير منطقية بالمرة.
مارسيليا آخر
يحتاج النادي الجنوبي إلى ثورة رياضية حقيقية، تبدأ بتعيين إدارة رياضية جديدة، تحافظ على ما تبقى من النجوم، وتضيف مواهب شابة إلى المجموعة الحالية، وذلك لمحاولة العودة من جديد إلى المراكز المتقدمة، خصوصا أن اللقب محسوم لباريس لعدة سنوات قادمة، لكن يستطيع أي فريق خطف المركز الثاني مستقبلا، بقليل من الإضافات وكثير من العمل الفني المدروس.
سامباولي خيار عظيم لهذا النادي، مدرب شيلي الفائز بالكوبا أميركا، قرر سريعا ترك الفريق والبحث عن معترك جديد في أوروبا. يؤكد المقربون أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تدريب تشيلسي، لكن عامل اللغة وقف كحاجز، بالإضافة إلى دخول كونتي على الخط، مما جعل الأمور تبدو وكأنها مستحيلة، وبالتالي سيفكر الأرجنتيني المغامر في تجربة أخرى بالموسم المقبل.
من الممكن إقناع جورجي بالمهمة، لكن هذا الرجل مختلف بعض الشيء عن أستاذه بييلسا، لأنه يضع الواقع ضمن تقييماته، والدليل اهتمامه بالدفاع إبان فترته مع شيلي حتى تحقيقه الإنجاز الكبير، أي سيفكر ألف مرة قبل موافقته على تدريب أصحاب الفيلودروم، وسيحتاج إلى ضمانات مؤكدة، تكفل له إحضار صفقات جديدة وغربلة الفريق وفق رؤيته الخاصة.
باختصار شديد، سامباولي قادر على وضع شروط بييلسا التي رفضتها الإدارة في الصيف الماضي، وفي النهاية القرار لهم، إذا أرادوا عودة مارسيليا من جديد.
اقرأ أيضاً: ساكو.. الدليل الحقيقي على تطور ليفربول مع كلوب
أنا لن أستمر مع مارسيليا، وسأرحل الآن وهذا القرار نهائي لا رجعة فيه، سأعود إلى بلادي، ولن أدرب فريقا آخر هذا الموسم"، ليقرر "اللوكو" إنهاء كل شيء من طرف واحد، رغم أن كافة التوقعات رجحت تجديده لموسم إضافي، لكن حدث شيء ما في الخفاء جعله يرمي المنشفة سريعا، ويتخلى عن جمهور الفيلودروم، رغم أن أنصار هذا الملعب المرعب أحبوه بشدة، ومستمرون في حبه رغم رحيله المفاجئ، دون سابق إنذار.
خارج الصورة
حصل مارسيليا على المركز الرابع في النسخة الأخيرة من الدوري الفرنسي، وابتعد فقط بفارق نقطتين عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، بعد منافسة قوية مع موناكو حتى الدقائق الحاسمة، وبعد أن توقع الجميع موسما آخر متميزا مع معالجة بعض الرتوش، وإصلاح الأخطاء المتكررة، انهار مشروع بييلسا قبل أن يبدأ، بسبب رحيل معظم نجوم الفريق إلى أندية أخرى.
غامر جينياك في رحلة إلى المجهول في المكسيك، بينما اختار أندريا أيو عدم التجديد والذهاب إلى إنجلترا مع سوانزي، ثم تبعه ديمتري باييه بمبلغ كبير إلى ويستهام، وتوالت الصدمات بعد ذلك، إمبولا إلى البرتغال، توفين مع نيوكاسل قبل العودة مرة أخرى، ليتم تفريغ كتيبة مارسيليا لاعبا تلو الآخر، دون أي رد فعل من جانب الإدارة الرياضية للنادي.
طلب الأرجنتيني عدة لاعبين للتعويض، هو لم يعترض أبدا على رحيل أي نجم، لكنه أرسل كلمات واضحة للمدراء، "علينا التعاقد مع بعض البدائل حتى نحافظ على مركزنا القريب من فرق الصدارة، لا الوصول إليها، نتيجة وجود فوارق شاسعة مع الباريسيين"، وحدد بعض طلباته كأرانجويز، فارغاس، ومدافع جديد يجيد بناء الهجمة من الخلف، لكن لم يأت أحد أبدا، وبدأ الموسم رسميا مع مزيد من الوعود، لكن الجواب جاء ليلة مباراة كان، سنستمر بهذا الفريق حتى إشعار آخر، ليقرر بييلسا سريعا الرحيل، حتى وإن فاز الفريق في أول مباراة بالدوري!
أرض الموهوبين
يمتاز مارسيليا بطبيعة متفردة في فرنسا، إنه النادي الوحيد الفائز بعصبة الأبطال الأوروبية، لا ليون ولا سانت إتيان، ولا حتى باريس سان جيرمان حتى هذه اللحظة، لذلك يمثل فارس الجنوب الرقم الصعب في الكرة الفرنسية، ولا يكتفي بهذا النجاح الأوروبي والدولي، بل يعتبر من أعرق وأكبر الفرق المحلية، بالبطولات التي حققها سواء في الدوري أو الكأس.
لكن قيمة مارسيليا لم ولن تكن أبدا في مجرد أرقام، لأن هذا الفريق يمتاز بجمهور متعصب لأقصى درجة، يخاف منه الجميع بلا استثناء، ويعشق كرة القدم حتى الثمالة، مع المهارة غير العادية لمختلف نجومه على مر التاريخ، ومهما كانت نتائجه، يلعب مارسيليا كرة جذابة مختلفة عن البقية، يهتم بالشكل الجمالي ويحافظ على مبادئ وأصول اللعبة، وبالتالي حدث التوافق سريعا بينهم وبين مارسيلو.
رحل باييه، جينياك، أيو، وأسماء أخرى، لكن لا تزال المدينة مليئة بالمواهب المختلفة، ريمي كابيلا واحد من أعظم المراوغين في العالم، كذلك الجناح أليساندريني الذي يمتاز بالسرعة والخطف، رفقة المهاجم البلجيكي الشاب ميشي بتشواي، وتحت قيادة لاعب الوسط لاسانا ديارا، أي أن السحر لم يندثر والأرض ستظل خصبة مهما مرت السنوات، إذن أين الخلل؟
الحل أم الخلل؟
تعاقد الفريق في بداية الموسم مع الإسباني ميتشيل، رجل براغماتي واقعي إلى أقصى درجة، يملك تاريخاً لا بأس به في إسبانيا واليونان، ولديه كاريزما حقيقية نالها من فترة تألقه كلاعب مع ريال مدريد، لكن هذا النوع من المدربين لا يليق أبدا بمارسيليا، لأن هناك تنافرا واضحا في الصفات والخصائص، من فريق أقرب إلى كرة الشعوب، يلعب دون قيود أو ترتيب، إلى مدرب هادئ لا يغامر أبدا مهما حدث، تجربة شبيهة بإمكانية تدريب مورينيو لبرشلونة!
الكرة فلسفة في النهاية، كل مدرب يستطيع إضافة بصمته الخاصة ويفرض شخصيته المتفردة، لكن هناك أساسيات غير قابلة أبدا للمس، وفريق مثل مارسيليا يميل إلى الكرة المتمردة غير المحافظة، لذلك لا عجب أبدا من النجاح الجزئي الذي حققه بييلسا مع الفريق في أول موسم، لأن هناك حالة تشابه بين الجانبين، رجل مجنون صاحب مبدأ غريب، وفريق يضع جمهوره كلاعب رقم 1، وليس حتى رقم 12.
وإذا كان ميتشيل فعلا لا يصلح لتدريب الجيل الحالي من مارسيليا، فإنه أيضا ليس المتسبب في كل ما حدث، خصوصا بعد الهزيمة القاسية أمام رين بالخمسة هذا الأسبوع، لأن القماشة التي يملكها لا تقدر أبدا على المنافسة، صحيح هناك إمكانية لمركز أفضل، لكن المقدمات الخاطئة تقودنا حتما إلى نهايات غير منطقية بالمرة.
مارسيليا آخر
يحتاج النادي الجنوبي إلى ثورة رياضية حقيقية، تبدأ بتعيين إدارة رياضية جديدة، تحافظ على ما تبقى من النجوم، وتضيف مواهب شابة إلى المجموعة الحالية، وذلك لمحاولة العودة من جديد إلى المراكز المتقدمة، خصوصا أن اللقب محسوم لباريس لعدة سنوات قادمة، لكن يستطيع أي فريق خطف المركز الثاني مستقبلا، بقليل من الإضافات وكثير من العمل الفني المدروس.
سامباولي خيار عظيم لهذا النادي، مدرب شيلي الفائز بالكوبا أميركا، قرر سريعا ترك الفريق والبحث عن معترك جديد في أوروبا. يؤكد المقربون أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تدريب تشيلسي، لكن عامل اللغة وقف كحاجز، بالإضافة إلى دخول كونتي على الخط، مما جعل الأمور تبدو وكأنها مستحيلة، وبالتالي سيفكر الأرجنتيني المغامر في تجربة أخرى بالموسم المقبل.
من الممكن إقناع جورجي بالمهمة، لكن هذا الرجل مختلف بعض الشيء عن أستاذه بييلسا، لأنه يضع الواقع ضمن تقييماته، والدليل اهتمامه بالدفاع إبان فترته مع شيلي حتى تحقيقه الإنجاز الكبير، أي سيفكر ألف مرة قبل موافقته على تدريب أصحاب الفيلودروم، وسيحتاج إلى ضمانات مؤكدة، تكفل له إحضار صفقات جديدة وغربلة الفريق وفق رؤيته الخاصة.
باختصار شديد، سامباولي قادر على وضع شروط بييلسا التي رفضتها الإدارة في الصيف الماضي، وفي النهاية القرار لهم، إذا أرادوا عودة مارسيليا من جديد.
اقرأ أيضاً: ساكو.. الدليل الحقيقي على تطور ليفربول مع كلوب