أحمد راضي: كرتنا تحتاج إلى ثورة وسألجأ إلى المحاكم

11 مايو 2018
النجم العربي السابق أحمد راضي (Getty)
+ الخط -
"الفتى الذهبي، والساحر، والنورس"، ألقاب لم تطلق من فراغ على واحد من أشهر المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة العراقية، وهو صاحب الهدف الوحيد للعراق في مونديال 1986 في المكسيك ،أحمد راضي حل ضيفا على العربي الجديد، فكان هذا الحوار.

* بداية، نتحدث عن موضوع عودتك للترشح للانتخابات البرلمانية العراقية التي ستقام يوم السبت؟ لا سيما أنك فشلت بالانتخابات البرلمانية السابقة؟

- بدون شك إن عودتي للترشح للانتخابات البرلمانية هي من أجل التغيير، الوضع تغير سواء في عقلية الناخب، أو في الشكل العام للبلد، لذلك هناك حظوظ بالتغيير، والناس بدأت تؤمن بهذا الشيء، ولا بد من وجوه جديدة في البرلمان العراقي، والرياضة بحاجة إلى أناس رياضيين حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة من خلال تغيير بعض القوانين الرياضية. هناك مجموعة من القوانين النافذة تحتاج إلى التعديل والترتيب، بحيث تفسح المجال للرياضيين والنجوم الذين رشحوا للانتخابات داخل المؤسسات الرياضية.

وعلى أثر هذه القوانين إذا ما أقرت، ستتم المصادقة عليها بعد التعديل، وستكون هناك حالة تنظيمية لجميع المؤسسات الرياضية العراقية بالنسبة للأندية والاتحادات واللجنة الأولمبية. والحقيقة المؤلمة التي يجب أن أقولها إن جميع المؤسسات في العراق متجاوزة الحد المسموح به لمواعيد الانتخابات الرياضية، بالتالي فإنها تعتبر غير قانونية بالوقت الحالي. الوضع صعب، الناخب العراقي محبط، وسيكون هناك عزوف كبير عن الانتخابات.


* يقال إن الرياضة للرياضيين، مقولة يطبقها أهل السياسة أيضاً، فكيف سوف تكسر هذه المقولة بالانتخابات البرلمانية؟

- من المفترض والطبيعي أن يأخذ كل شخص دوره في البرلمان العراقي، من حيث دخول الرياضيين والحصول على منصبي وزارة الشباب ورئاسة لجنة الشباب والرياضة في البرلمان. الرياضيون يمتلكون أفكارا عديدة ومتنوعة، والجميع يعرف من هو أحمد راضي كلاعب ومدرب ورئيس هيئة إدارية لنادي الزوراء سابقاً.

ولدي خدمة لعامين في البرلمان العراقي، لذلك أمتلك من الخلفية الكثير للارتقاء بواقع الرياضة. ترشيحي للانتخابات هو لخدمة بلدي والناس التي تشعر بالإحباط يوما بعد يوم، وحسب توقعاتي فإن التغيير سوف لن يكون كبيرا بالانتخابات القادمة، ولكن نوعاً ما سيكون التأثير إيجابيا، وأطمح بأن تنال الرياضة جزءاً من هذا التأثير.


* كيف ترى وضع الرياضة العراقية بجميع الألعاب، وما هو تقييمك لعمل المؤسسات الرياضية، من لجنة أولمبية واتحاد كرة القدم؟


- الرياضة العراقية تعيش وسط فوضى عارمة في الوقت الراهن بسبب غياب القوانين وتأخر تنظيم الانتخابات التي تسببت بالعديد من المشاكل للرياضة في البلاد بشكل عام. نعاني من الضعف في التخطيط والأداء الحكومي في ما يتعلق بدعم المؤسسات الرياضية، وتطوير المنشآت فقير، والكثير من القيادات الرياضية لا تملك الكفاءة ولم تحقق أي شيء إيجابي للرياضة العراقية، ولم نر أي تطور خلال الفترة الماضية. هناك استفادة شخصية فقط من خلال وجودهم في هذه المناصب.

لذلك الرياضة العراقية بحاجة إلى الثورة من أجل التغيير. كرة القدم في العراق تعاني من الغيبوبة والفوضى على مستوى الأندية والانتخابات، ومنتخب العراق لم يحقق أي إنجاز كبير منذ 2007، والألعاب الرياضية الأخرى، حالها لا يسر أحدا، تخيلوا معي أن العراق لم يحقق أي ميدالية ملونة في تاريخ ألعاب الأولمبياد.

* أسود الرافدين دائماً ما يخفقون بالتأهل للمونديال، والآن تنتظرهم نهائيات آسيا المقبلة، وهم آخر منتخب عربي حقق هذه البطولة في عام 2007 على يد مدرب أجنبي، هل تعتقد بأن المنتخب بحاجة إلى المدرب الأجنبي؟

- ليس انتقاصاً من المدرب المحلي، فلدينا مدربون محليون على مستوى عالٍ، لكن على مستوى المنتخبات الوطنية يجب التحدث بواقعية وبصراحة بأن منتخب العراق بحاجة إلى المدرب الأجنبي خلال الفترة المقبلة، وأنا مع الاستعانة بكادر تدريب أجنبي كامل يشرف على جميع المنتخبات الوطنية من الفئات العمرية وصولاً إلى منتخب "أسود الرافدين" الأول، من أجل صقل المواهب وتدريجها بشكل سليم لجميع منتخبات العراق. كرة القدم تطورت وتغيرت، ويجب مواكبة هذا التطور بالاستعانة بالفكر الأجنبي، شرط أن يكون مدربا كبيرا له اسمه وتاريخه وقادرا على تحقيق الإنجازات والانتصارات.

* بعد أحمد راضي ويونس محمود، تعاني الكرة العراقية من غياب المهاجمين الهدافين؟ هناك شح وأزمة حقيقية يعاني منها منتخب العراق على مستوى الخط الهجومي؟


- نعم هناك أزمة مهاجمين، ولكن ليس في منتخب العراق، فنحن نشاهد اليوم العديد من منتخبات العالم تعاني من هذه الأزمة، فـ"المهاجم الهداف" أصبح عملة نادرة، والسبب يعود إلى شح المواهب في هذا المركز، واختلاف طرق التدريب، وكذلك تطور اللعبة فنياً، وأصبحت واجبات المهاجمين مختلفة، وبالتالي حتى فكر اللاعبين تغير، وواجباتهم الفنية داخل الملعب أصبحت متعددة، وليس مهمتهم التسجيل فقط.


 * ولكن يبقى السؤال متى نعثر على خليفة أحمد راضي في الملاعب العراقية؟
- خليفتي (يضحك)؟ أعتقد بالوقت الحالي لا أرى نفسي في أحد اللاعبين، رغم أن جميع المهاجمين المتواجدين هم لاعبون جيدون، ولكن سيأتي اليوم الذي يكون خليفة أحمد راضي في الملاعب العراقية، وربما يكون أفضل مني. فنحن لا نعرف ماذا تخبئ الأيام لنا.


*أين أحمد راضي من نادي الزوراء "ناديه الأم"، ومتى ينتهي الفراق والبعد بينك وبين النادي؟


-لا أعرف متى سينتهي هذا الفراق المؤلم بيني وبين عشقي نادي الزوراء، هُناك أشخاص يتعمدون إبعاد النجوم قسرا عن الفريق، لقد قاموا بتأجيل الانتخابات للهيئة الإدارية للنادي، وهذه مشكلة كبيرة تتحملها اللجنة الأولمبية العراقية، هم يبعدوننا عن الفريق، لأنهم يعرفون تماماً، إذا تم تطبيق القوانين في الانتخابات، فإنهم سوف يكونون بعيداً عن أسوار الفريق، وبالنسبة لي وبعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، سوف أقيم دعوة قضائية بالمحاكم العراقية على الهيئة الإدارية لنادي الزوراء الرياضي، على أنهم غير شرعيين! وسوف نقيم انتخابات جديدة للزوراء، النادي ليس ملكاً وحصراً على أحد!


* رفع الحظر عن الملاعب العراقية كان يوماً لا ينسى في تاريخ العراقيين، ولكن لا بد من الإشارة إلى مواقف الدول التي وقفت ومدت يدن العون لنا؟


رفع الحظر الجزائي الرسمي عن ملاعب (البصرة وكربلاء وأربيل) كان خبراً جميلاً ومفرحاً، ولحظة طال انتظارها، لكوننا نعاني لسنوات من الحرمان من مشاهدة المنتخبات والأندية العراقية تلعب على أرضها. موقف دول الخليج بمساعدة العراق على رفع الحظر عن الملاعب، كان موقفاً مشرفاً ورائعاً، خاصة قطر والسعودية.

* كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في مونديال روسيا الشهر القادم؟

- من الجميل جداً رؤية أربعة منتخبات عربية في مونديال روسيا الشهر القادم. ستكون نسخة مميزة للعرب، بتواجد منتخب من عرب آسيا وهو المنتخب السعودي، وثلاثة منتخبات من عرب أفريقيا (مصر وتونس والمغرب). أعتقد أن مصر وتونس قادران على تحقيق المفاجأة وعبور دور المجموعات عن المجوعتين الأولى والسابعة.

المنتخب السعودي لا أعتقد أنه سيذهب بعيداً، لعدة أمور فنية، وذلك لأن المنتخب السعودي يعاني من عدم الاستقرار التدريبي، عكس منتخب مصر الذي لديه أدوات فنية خرافية مع كادر تدريبي مستقر بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، أما المنتخب المغربي فإنه منتخب قوي ولكن القرعة لم تخدمه بعدما أوقعته بين فكي إسبانيا والبرتغال، مع المنتخب الإيراني المتمرس على المشاركة في المونديال. أما الحديث عن نسور قرطاج، فأعتقد أنهم سيحققون مفاجأة كبيرة بالتأهل عن المجموعة السابعة التي تضم منتخبات بلجيكا وإنكلترا وبنما، فهم يمتلكون مدرباً قديراً (نبيل معلول) والذي خلق منتخباً قوياً وعنيداً لتونس، وفي روسيا سيقولون كلمتهم.


* كيف تقيم أداء الفرعون المصري محمد صلاح مع ليفربول، وما هو الفرق بينه وبين النجم الجزائري رياض محرز؟


محمد صلاح لاعب رائع، وأثبت علو كعبه في إنكلترا والعالم. تطور أداؤه بشكل مذهل ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي، ونحن كعرب نفتخر بهذه الموهبة وما يقدمه في البريميرليغ ودوري أبطال أوروبا، أما الفرق بينه وبين الجزائري رياض محرز، فإن محمد صلاح لاعب ملتزم فنياً، ويمتلك هدوءاً كبيراً ساعده على التوهج عالمياً، وتفوق صلاح على محرز بصناعة الأهداف وتسجيلها، بالإضافة إلى السرعة الكبيرة التي يمتلكها اللاعب المصري والتي تظهر تفوقه على النجم الجزائري. محرز هو من اللاعبين الموهوبين وأحد نجوم المنتخب الجزائري، ولكن صلاح سرق الأضواء منه بتطوره الكبير والاستمرارية بالعطاء دون توقف. وحتى خارج الملعب، فإن صلاح لديه شعبية كبيرة على مستوى العرب والعالم أجمع.


* توقعاتك لمونديال 2022 في قطر؟

مونديال قطر سيكون مونديالاً خيالياً وفقاً لما نشاهده من بناء ملاعب حديثة وبتقنيات عالية جدا، الجميع ينتظر مونديال الدوحة 2022، والذي سيكون مبهراً، ولكنني أعتقد أن مونديال الدوحة تُحاك عليه مؤامرات خارجية، وعلى سبيل المثال أميركا، والتي كانت تنافس قطر على استضافة مونديال 2022، ولكن ملف قطر كسب الرهان لدى الاتحاد الدولي (الفيفا) لكرة القدم.


* ما هي ميول الكابتن أحمد راضي التشجيعية؟

حقيقة أنا أشجع ريال مدريد ومتابع لكل صغيرة وكبيرة تحدث في البيت الملكي، ولكنني معجب جداً بالكرة الجميلة التي يقدمها الغريم التقليدي "برشلونة" من أداء مميز وجميل، كما أنني معجب كثيراً بالساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، فأنا بطبعي لست متعصباً في كرة القدم، وأستمتع دائما بالمباريات التي أشاهدها.


ما رأيك بما يقدمه المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مع الريال في فترة قصيرة؟

زين الدين زيدان من أفضل المدربين بالعالم بالوقت الحالي، لقد قدم أشياء لريال مدريد لم يستطيع خيرة مدربي العالم تقديمها للبيت الأبيض خلال فترة تدريبهم للفريق، وهو التأهل للمرة الثالثة توالياً لنهائي دوري أبطال أوربا، والتتويج باللقب لمرتين توالياً، وهو الآن في الطريق لتحقيق الثالثة توالياً، والثالثة عشرة في تاريخ أعظم ناد في الكرة الأرضية "ريال مدريد"، ومواجهة ليفربول أعتقد بأنها ستميل للريال، بحكم خبرة النهائيات لمدريد، ولكن ما يعيب على زيدان هو اللعب الهجومي المبالغ به، وترك الفريق يعاني بالخط الخلفي، وهذا الأمر الذي جعله يخسر الليغا هذا الموسم بسبب عدم حرصه على التنظيم الدفاعي.

برأيك..من سيتوج بطلاً لمونديال روسيا 2018؟

أعتقد بأن المنافسة ستكون قوية وصعبة في هذا المونديال، بالنسبة للمنتخب المرشح للتتويج بها، المنتخبات الأوروبية "فرنسا وبلجيكا وويلز والبرتغال وكرواتيا وإنكلترا" تطورت بشكل مثير، وفي روسيا قد يحققون مفاجئة في الأدوار الإقصائية أمام المنتخبات المرشحة "البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإسبانيا"، سيكون مونديالا صعبا ومعقدا، وتصعب التكهنات به، ولكنني سوف أتوقع بأن المنتخب الألماني هو من سيتوج بمونديال روسيا، لكونه منتخبا متمرسا وهو آخر من حقق الذهب في مونديال 2014، بالإضافة إلى أن قوة وشخصية المانشافت تجعلان منه منتخبا مرشحا فوق العادة للفوز بكأس العالم للمرة الثانية توالياً.
دلالات