أثارت تعليقات عدد من ناشطي طنجة على "فيسبوك"، رداً على مبادرات تزيين بعض أحياء المدينة، جدالاً في المدينة بعدما أشاروا إلى أن تزيين الأحياء حصل في عهد حزب "العدالة والتنمية". هؤلاء المتعاطفون مع حزب "البيجيدي" قد نشروا صوراً للأحياء المزينة مع تعليقات على غرار: "بعد إشراف حزب العدالة والتنمية على تدبيرها"، و"في عهد حزب العدالة والتنمية"، ما أثار حفيظة سكان تلك الأحياء الذين رفعوا يافطات موضحين أن مبادراتهم مستقلة لا تمتّ بصلة للأحزاب والجمعيات.
في السياق، يقول نائب مدير مرصد البيئة وحماية المآثر التاريخية في طنجة، عدنان معاذ، لـ "العربي الجديد"، إنه "لا علاقة لحزب العدالة والتنمية بتزيين الأحياء، ما أثار حفيظة عضوين انتميا للحزب حديثاً". ويؤكد أن التزيين جاء بمبادرة عفوية من المواطنين، وقد عمل المرصد على تطويرها من ممارسة فردية إلى ظاهرة جماعية، من خلال التشجيع على تبني الأحياء الأخرى لها.
ثلاثة عشر حياً من حومة مبروكة في منطقة بني مكادة وحتى شارع أطلس في حي السواني، بالإضافة إلى حي ابن بطوطة والإنعاش وبئر الشعيري وحومة الوردة وغيرها قد زينت. بدأ السكان العام الماضي بطلاء أحيائهم وزرع النباتات ووضع المزهريات. في السياق، يقول سفيان طالب، وهو أحد سكان حي ابن بطوطة، إن "هذه المبادرة أطلقها السكان بعدما اجتمعوا واتفقوا على تزيين وتنظيف الحي، لتمتد إلى أحياء أخرى".
هكذا، اجتمع أهل الحيّ وبدأوا بتزيين الجدران أولاً ثم تبليط الأرضية، وجلبوا الأزهار والنباتات. واستأنفوا العمل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. يقول طالب: "في كل مرحلة، كنا ننفذ شيئاً بناء على اقتراحات وأفكار سكان الحي حتى وصلنا إلى النتيجة النهائية".
يقول طالب: "سنتعاون للحفاظ على جهدنا في تزيين الحيّ. هذا ما نتمناه. نريد تربية أطفالنا للحفاظ على البيئة ونظافة الحي".
تنافست الأحياء الثلاثة عشرعلى جائزة ابن بطوطة لأفضل حيّ في المدينة. وقبل المسابقة، نظم المرصد ورشة تدريبية لممثلي الأحياء لكيفية الحفاظ على استدامة مبادراتهم في التزيين، وإطلاق حملة لدعم تلك الجهود.
وفي النهاية، فازت أحياء "الإنعاش"، و"شارع أطلس"، و"ابن حيان" بالمراكز الثلاثة الأولى. وذلك بناء على اختيار رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فقد قام ممثلو الأحياء بإنشاء صفحات على الفيسبوك تعرف بجهودهم وطرق تصميمهم وتزيينهم للحيّ وإقناع الجمهور بما أنجزوه.
اقرأ أيضاً: أطفال متروكون في طنجة