ونقلت الصحيفة، اليوم الأربعاء، عن أردوغان قوله، إنّ "الوضع في إدلب مهم للغاية بالنسبة لتركيا. تحدث هناك عملية قاسية... إذا انهمرت الصواريخ، على هذه المنطقة ستحدث مجزرة خطيرة".
وتسود مخاوف بشأن مصير محافظة إدلب، المحاذية لتركيا، التي تشكّل آخر معقل للفصائل السورية المعارضة، وتضم ثلاثة ملايين شخص معظمهم نازحون من المحافظات الأخرى، إذ يخشى أن ينفّذ فيها النظام وحلفاؤه عملية عسكرية شبيهة بالتي خاضها ضد درعا وجنوب سورية.
وتنتظر إدلب، القمة الثلاثية للدول الثلاث الضامنة لـ"مسار أستانة" (تركيا وروسيا وإيران)، والتي ستُعقد في طهران في 7 سبتمبر/أيلول الحالي، ويحضرها بالإضافة لأردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، وسيكون مصير شمال غربي سورية بنداً أساسياً فيها.
وتأمل تركيا الخروج بنتيجة إيجابية من قمة طهران، إذ نقلت صحيفة "حرييت" عن أردوغان قوله، وفق ما أوردت "رويترز"، "سنصل بهذه القضية إلى نقطة إيجابية من خلال قمة طهران، التي تمثل استكمالاً لعملية أستانة. آمل أن نتمكن من منع النزعة المتطرفة للحكومة السورية في هذه المنطقة".
من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أنّ أردوغان، قال للصحافيين على متن الطائرة لدى عودته من زيارة رسمية إلى قرغيزستان، إنّ خارطة الطريق المتفق عليها في يونيو/حزيران، بين أنقرة وواشنطن بشأن مدينة منبج في شمال سورية "لا تمضي قدماً على نفس المسار".
وبموجب الخطة، تسير القوات التركية والأميركية، حالياً، دوريات مشتركة هناك لإخلاء المنطقة من مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وذكرت "حرييت" أنّ أردوغان قال "لسنا في موقف مثالي (بشأن منبج). للأسف، الاتفاق الذي تم التوصّل إليه لا يمضي قدماً في نفس اتجاه المناقشات الأولية".
وفي السياق، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تطورات الملف السوري، خلال محادثات مع الممثل الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، أمس الثلاثاء.
كما عرض وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، الأوضاع في منطقتي إدلب ومنبج في سورية، والعلاقات الثنائية، وذلك خلال اتصال هاتفي جاء بناءً على طلب من بومبيو، وفق ما ذكرت "الأناضول" نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية.
وأشارت المصادر إلى أنّ "الجانبين تناولا، خلال الاتصال، قضايا ثنائية، إضافة إلى موضوع التعامل مع قضية إدلب ومنبج في سورية".
بدورها، أصدرت الخارجية الأميركية، بياناً أوضحت فيه أنّ الوزيرين "تناولا الوضع في سورية، وقضية القس الأميركي أندريه برانسون، والعلاقات الثنائية".
وحذرت مفوضة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، في تصريحات مكتوبة، عقب اتصال هاتفي أجرته مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، من أنّ أي عملية عسكرية محتملة في إدلب، "ستعرّض حياة ملايين المدنيين إلى الخطر، وستؤدي إلى كارثة إنسانية".
كما طلبت الولايات المتحدة التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في أيلول/سبتمبر، عقد اجتماع لهذه الهيئة، صباح الجمعة، حول الأوضاع في إدلب، بحسب السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
وقالت هيلي، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ مسألة "إدلب خطيرة"، مشيرة إلى أنّ غالبية أعضاء المجلس يؤيّدون عقد الاجتماع.