اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، المعارضة التركية بعدم امتلاكها لأي برنامج سياسي او مشاريع خدماتية، معتبراً أنها "تحاول فقط إسقاط الحكومة من خلال التعاون مع الداعية فتح الله غولن".
ووصف أردوغان، في خطاب جماهيري بولاية دوزجا، شمال غرب تركيا، اليوم الأربعاء، الانتخابات المحلية التي ستجري في 30 مارس/ آذار الجاري بأنها: "لم تعد مجرد انتخابات محلية فحسب بالنسبة لتركيا ولحزب العدالة والتنمية، بل انتخابات عامة من شأنها تقرير مصير تركيا كلها".
وشدّد أردوغان على أن "أحزاب المعارضة لا تمتلك أي برنامج سياسي أو مشاريع خدماتية تعد بها الشعب التركي"، على حد وصفه. وقال: "إن حزب الشعب الجمهوري والكيان الموازي (فريق الداعية فتح الله غولن)، يعملان جنباً إلى جنب في تلفيق التسجيلات الصوتية، ولكننا لن نقع في هذه المكائد".
وأضاف أردوغان: "إنّ الرجل القابع في بنسلفانيا ـ الولايات المتحدة (غولن) ـ خدع زعيمي حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية بأنه يمتلك أجندات ابتزاز يستطيع من خلالها إسقاط الحكومة، فأعطوه البيعة". وتابع: "لكن أمانيهم ستذهب أدراج الرياح ولن يستطيعوا إسقاطنا، فنحن أتينا بقوة الشعب ونستمدّ قوتنا منه".
وتجري الانتخابات المحلية في تركيا الأحد المقبل، في ظل احتدام التجاذبات السياسية بين الحكومة والمعارضة، ويصفها أردوغان بـ"حرب استقلال جديدة لتركيا".
وفي الشأن السوري، اعتبر رئيس الحكومة التركية أن "سوريا دولة جارة لتركيا، وأن هناك اتفاقيات مبرمة بين البلدين"، لافتاً إلى أنه "كانت هناك علاقات جيدة مع النظام السوري حتّمت علينا تحذيره في بداية اندلاع الأحداث في سوريا".
وأوضح أردوغان أنه على الرغم من تحذيراته التي استمرّت طويلاً للنظام السوري، "فإن الأخير لم يتراجع عن المضيّ قدماً في طريق قمع الشعب من خلال قتله وترويعه، ليس لشيء إلا لأنه يرغب في التغيير".
وأكد أردوغان أن بلاده "منذ بدء الأحداث السورية، تطبّق سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السوريين". وأشار إلى أن "عدد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا على أراضيها الآن بلغ 700 ألف شخص، وأن تركيا أنفقت عليهم أكثر من ثلاثة مليارات دولار"، على حد قوله.
ولفت أردوغان إلى أن "المروحيات والطائرات السورية دأبت في الفترة الأخيرة على انتهاك الأجواء التركية"، قائلاً: "عند انتهاكهم لأجوائنا سنردّ بموجب قواعد الاشتباك التي أعلنّا عنها سابقاً، وبناءً عليه قامت طائراتنا بإسقاط الطائرة السورية أخيراً".
وهاجم أردوغان المعارضة التركية "التي تمدح النظام السوري وتدافع عنه وتنتقد إسقاط الطائرة"، وقال: "هذه مسألة قومية بالنسبة لنا، فهل هذا أمر يمكن أن يتم استغلاله واستثماره سياسياً؟". وأضاف: "كل ما عليك أن تفعله حينما يتعلق الأمر بالمسائل القومية، أن تلزم جانب الحكومة والقوات المسلحة".
وأكد أردوغان أن حكومته "ستتخذ اللازم إذا ما تعرّض ضريح سليمان شاه لأي خطر أو هجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)". وقال: "هذه قطعة من أرضنا، وأي هجوم يستهدفها، يعني هجوماً على تركيا كلها".