وخلال كلمته في افتتاح بناء بلدية أيوب في مدينة إسطنبول، قال أردوغان "في هذه المرحلة، لا عودة إلى الوراء، وعلى الجميع أن يتقبّل هذا من الآن". وأضاف: "أنا أؤمن بأنه سيتم إعداد الدستور، ليكون من شأنه مأسسة هذه الطريقة الجديدة في الإدارة، والتي جاءت بناءً على رغبة شعبنا"، في إشارة إلى التحول الكبير الذي عمل عليه أردوغان في دور الرئيس التركي من منصب شبه بروتوكولي إلى دور رئيسي في تحديد توجهات السياسة الداخلية والخارجية.
وتابع أردوغان في الدعوة إلى النظام الرئاسي قائلاً إن "الجميع يعرف الآن أن تركيا الحالية ليست تركيا القديمة التائهة، فأمتنا التي اختارت الرئيس بالاقتراع المباشر تعرف الآن بأنه لم يكن هناك أي فراغ في السلطة ولن يكون. وهذا هو السبب وراء رغبتنا في التحول إلى النظام الرئاسي، وبسبب وجود رئاسة جمهورية اجتزنا مرحلة عدم اليقين بين انتخابات السابع من يونيو/ حزيران والأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، ما زاد ارتياح الأمة".
ويشير حديث أردوغان إلى المرحلة التي تلت خسارة حزب "العدالة والتنمية" للغالبية البرلمانية الكافية للتفرّد بالحكم، إثر انتخابات يونيو/ حزيران، قبل أن يستعيدها مرة أخرى بعد إعادة الانتخابات في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني إثر فشل محاولات تشكيل حكومة ائتلافية.
وشكر أردوغان رئيس الوزراء التركي على الخدمات التي قدمها لتركيا، قائلاً "قبل كل شيء أود أن أشكر باسمي وباسم الأمة السيد رئيس الوزراء داود أوغلو على الخدمات الجليلة خلال ما يقارب 20 شهراً من ترؤسه للوزارة. إن أمتنا لن تنسى أبداً كل من وضع لبنة فوق لبنة لخدمتها، وأنا أؤمن بأنه للسيد رئيس الوزراء، بالخدمات التي قدمها، مكان مميّز في قلب الأمة".
وانتقد أردوغان الاتحاد الأوروبي لعدم اتخاذه إجراءات ضد حزب "العمال الكردستاني" رغم وجوده على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد، رافضاً تغيير قانون مكافحة الإرهاب التركي، كأحد الشروط التي فرضها الاتحاد لرفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في دخول فضاء "شينغن"، في إطار الاتفاق التركي الأوروبي لحل أزمة اللاجئين.
وهدد أردوغان بإلغاء الاتفاق قائلاً: "يطلب منا الاتحاد الأوروبي تغيير قانون مكافحة الإرهاب لرفع تأشيرة الدخول، وأنا أقول للاتحاد الأورربي لمَ لا تغيّرون الذهنية الداعمة لخيمة الإرهابيين قرب البرلمان الأوروبي. سنمضي نحن في طريقنا، وأنتم في طريقكم، وتفاهموا مع من تريدون"، في إشارة إلى نصب أنصار "العمال الكردستاني" لخيمة قرب البرلمان الأوروبي، رغم إدانة جميع العواصم الغربية للهجمات التي شنها الحزب ضد المدنيين في أنقرة ومدن أخرى، ورغم وجود "العمال الكردستاني" على لائحة الإرهاب الأوروبية.