وفي هذا السياق، وجه أردوغان، خلال كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، انتقادات شديدة لواشنطن حول مماطلتها في تسليم غولن، مهدداً الأخيرة بالمعاملة بالمثل، حيث قال "إن أعلنت إحدى الدول أحد الأشخاص المتواجدين في بلدكم أنه إرهابي عليكم أن تسلموا هذا الشخص، وإن لم تقوموا باتخاذ قرار في الأمر، نحن أيضا لن نتخذ قراراً، من الآن ولاحقاً سيتم التعامل بهذه الطريقة، سنكون حلفاء استراتيجيين، وأيضاً ستحصل أشياء أخرى مختلفة".
كما رفض أردوغان تصريحات المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، حول عزمها زيادة تسليح قوات الاتحاد الديمقراطي في حال وصولها إلى الرئاسة، قائلاً "لقد قامت كلينتون بالإدلاء بتصريحات أكدت خلالها نيتها الاستمرار في دعم قوات الاتحاد الديمقراطي. لقد كانت هذه التصريحات غير موفقة على الإطلاق، وأنا أرى هذا قلة خبرة سياسية، ألم تروا بأن السلاح الذي منحتموه أدى إلى مقتل 600 ألف شخص؟ بكل الأحوال فإن القتلى هم من المسلمين، أنتم لا تهتمون".
يأتي هذا بينما أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم أمس، بأن الإدارة الأميركية ستصبح في موقع الدولة الداعمة للإرهاب في حال أقدمت على هذه الخطوة. وأشار رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إلى أن تصريحات كلينتون تؤكد مدى أحقية القلق الذي تشعر به تركيا من السياسات الأميركية.
وقال جاووش أوغلو: "إن الإدارة الأميركية تعلمت وعليها أن تتعلم أكثر بأنه كوننا حلفاء وكوننا أصدقاء أو شركاء استراتيجيين، فإن هذا لا يعني أن نكون على توافق في كل موضوع، ولا يعني بأننا سنقبل أي شيء يقولونه، ولذلك ليس عليهم أن يشعروا بعدم الارتياح عندما ننبّههم ونقول لهم عن السياسات الخاطئة التي يتبعونها"، مضيفاً: "نحن لا نتحدث وراءهم عن أخطائهم في التعامل مع قوات الاتحاد الديمقراطي أو عن أخطائهم في العراق".
وكانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قد أكدت، في مناظرة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بأنها في حال فوزها بالرئاسة، ستعمل على "مواصلة تسليح الأكراد، فكما في العراق فإن أكراد سورية هم أفضل شركائنا"، في إشارة إلى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي.