أردوغان يزور واشنطن الشهر المقبل... ونقاط مراقبة تركية بمنبج وعين العرب

24 أكتوبر 2019
أردوغان انتقد المحادثات الأميركية مع قياديي "قسد" (الأناضول)
+ الخط -
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن زيارة سيجريها إلى واشنطن في 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كان قد اتفق عليها سابقاً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، في اتصالهما الهاتفي الذي استبق العملية التركية ضد المليشيات الكردية قبل أن يتمّ تجميدها على وقع التوغل التركي في شمال سورية، والتلويح الأميركي بالعقوبات الاقتصادية ردًّا على ذلك.

وقال أردوغان، في مقابلة تلفزيونية، مساء الخميس، مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي أر تي": "ترامب أعلن رفع العقوبات الاقتصادية عن تركيا؛ لذا لم يبق هنالك مانع للقيام بزيارتنا إلى الولايات المتحدة يوم 13 نوفمبر"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".

وعن الوضع الميداني على الأرض، أكد أردوغان أنه سيكون للجيش التركي دور المراقبة في منبج وعين العرب، شمالي سورية، مشيراً إلى أنهم أنشأوا "ممر السلام" بعمق 10 كلم في المنطقة الممتدة من تل أبيض إلى جرابلس. 

وبحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، فإن الأمر يتعلق باتفاق مع روسيا على إقامة منطقة مراقبة على الطرف الشمالي الغربي من مدينة منبج السورية بهدف حمايتها. وقال أردوغان، في هذا السياق: "طلبنا منطقة بطول 19 كيلومتراً وعرض خمسة كيلومترات في شمال غرب منبج لحماية المنطقة. وتوصلنا لاتفاق في هذا الصدد مع روسيا. إنها مثل موقع مراقبة".
كذلك طالب أردوغان الولايات المتحدة الأميركية بتسليم القيادي في مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فرحات عبدي شاهين، الملقب باسم ''مظلوم كوباني''، المطلوب لدى السلطات التركية "بالنشرة الحمراء". وأضاف أن وزارة العدل التركية ستقدم طلباً للولايات المتحدة بهذا الصدد.

ويأتي الطلب التركي بعدما كشف ترامب، في وقت سابق اليوم، عن محادثة أجراها مع عبدي شاهين، ولمّح من خلالها إلى تسليم مناطق النفط لمليشيات "قسد". وقال ترامب: ""لقد استمتعت حقًا بمحادثتي مع الجنرال مظلوم عبدي.. إنه يقدر ما فعلناه، وأنا أقدر ما فعله الأكراد.. ربما حان الوقت لأن يبدأ الأكراد في التوجه إلى منطقة النفط".

وأشار أردوغان إلى أن بلاده أبلغت ترامب انزعاجها واستياءها من تبادله الرسائل مع "مظلوم"، مضيفاً أنه لم يستطع أن يقول شيئاً.

وشدد الرئيس التركي على ضرورة الإسراع في نزع الأسلحة الثقيلة في سورية أو تسليمها إلى تركيا، باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وحول الاتفاق التركي الأميركي المتعلق بعملية نبع السلام، أوضح أردوغان أنه لا توجد عبارة "التفاوض أو التفاهم مع التنظيم الإرهابي" في الاتفاق.

وأضاف أن "الأميركيين يقولون لنا لا تدخلوا مدينة عين العرب (السورية) والروس يقولون ادخلوها ونحن سنتخذ قرارنا وفق المستجدات".

وخاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم الإسلامي قائلاً: "نحن لا نمارس القومية الإقليمية"، مستطردًا بأن الجامعة العربية، التي أدانت الغالبية العظمى من دولها العملية التركية، لم تستطع التجاوب مع أي مسألة تخص العالم الإسلامي.

ولفت إلى أنه ما من أحد أبدى استعداده إلى الآن، للمساهمة في مشاريع الإعمار التي تعتزم تركيا إنشاءها في المناطق السورية التي يتم تحريرها.

وأوضح أردوغان أن حصيلة الخسائر البشرية من الجيش التركي في العملية في شمال سورية بلغت 7 شهداء و95 مصاباً، فيما بلغت لدى الجيش الوطني السوري 96 قتيلاً و374 مصاباً، إضافة إلى 20 قتيلًا من المدنيين و187 مصاباً.

وحول إدلب، قال أردوغان "لولا التضامن الثلاثي (بين تركيا وروسيا وإيران) لكانت إدلب تحولت تقريبًا إلى بحيرة من الدماء".

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، أنّ خمسة من أفراد الجيش، أُصيبوا في منطقة رأس العين الحدودية السورية، في هجوم للمليشيات الكردية، بعد اتهام الأخيرة لتركيا بمهاجمة المنطقة، في حين تحدثت روسيا عن انسحاب مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعيدًا عن الحدود السورية التركية، معلنة كذلك عن تسيير دورية على طريق جديد على الحدود.

وفي سياق متصل، أبلغت مسؤولة أممية رفيعة المستوى مجلس الأمن الدولي، الخميس، أن "الأمم المتحدة تلقت تطمينات من تركيا فحواها أنه سيتم بذل كل جهد لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية شمال شرقي سورية".

وقالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية أورسولا مولر، في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حالياً بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية: "منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قدمنا مساعدات غذائية لنحو 286 ألف شخص عبر محافظتي الحسكة والرقة (شمال شرقي سورية) كما قدمنا 10 أطنان من الأدوية إلى مستشفى القامشلي (شمال شرق)، إضافة إلى مواصلة تقديم الإمدادات الخاصة بفصل الشتاء للفئات الأكثر ضعفاً".

وتابعت "برنامج الأغذية العالمي يضمن حالياً توفير مواد غذائية لنحو نصف مليون شخص لمدة شهر كامل وتمكنا بعد الانخراط مع الحكومة التركية من إرسال فريق تقني لمحطة مياه العلوك، التي تزود أكثر من 400 ألف شخص بالمياه".

المساهمون