وأجرى الرئيسان عدّة مباحثات هاتفية في الشأن السوري خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها المحادثة التي جمعتهما في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي تبعها إعلان الإدارة الأميركية عن البدء بسحب قواتها "كاملة" من سورية في الـ19 من الشهر نفسه؛ وهو الإعلان الذي يبدو أن إدارة ترامب بدأت تتفلّت منه أخيراً تحت وطأة الانتقادات الداخلية والخارجية، وقد تجسّد ذلك في إعلانها قبل يومين، وعقب محادثة هاتفيّة جمعت الرئيسين أيضًا، عن الإبقاء على 400 جندي في سورية لـ"حفظ السلام".
غير أن أردوغان وصف تلك المحادثات الأخيرة بـ"الإيجابية"، مؤكداً، في مقابلة مع محطتي Kanal D وCNN TURK، أوردتها "الأناضول"، أن "أي منطقة آمنة ستقام على حدودنا لا بد أن تكون تحت سيطرتنا"، في الوقت الذي تتركّز فيه المحادثات الأخيرة بين الطرفين على تحديد معالم المنطقة الآمنة التي ستقام في الشمال السوري، والتي من المفترض أن تشكّل حاجزاً جغرافياً بين تركيا والمليشيات الكردية في سورية.
وتابع في هذا السياق بأنه تلقّى دعوة من ترامب لزيارة واشنطن، وردّ عليه بالقول إنه ينتظره في تركيا أيضاً، مبيناً أن الزيارة ستكون بعد 31 مارس/ آذار المقبل.
وأكد الرئيس التركي، الذي سبق أن انتقد الخلافات داخل الإدارة الأميركية بشأن الانسحاب من سورية، على وجود علاقات جيدة مع ترامب في ما يخص سورية تحديداً؛ مشيراً إلى أن "هذا يسهل علينا حل الكثير من المشاكل".
وذكر أردوغان أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تُبدي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع تركيا"، قائلاً: "سيعينون شخصاً ذا أهمية كسفير في أنقرة، ربما بعد أسبوع أو أسبوعين سيبدأ عمله".
وأكد أن بلاده لن تقبل بنقل موقع المنطقة الآمنة المزمعة في سورية إلى مكان آخر، إن كان خارج المفهوم الاستراتيجي لتركيا.
وشدد على أحقية تركيا في اتخاذ تدابيرها تجاه الصواريخ وقواذف الهاون التي تستهدف الأراضي التركية انطلاقاً من سورية.
وأوضح أن اتفاقية أضنة (مع دمشق) تتيح لتركيا تنفيذ عمليات في سورية ضد الإرهاب، مضيفاً "لا يمكننا منح الأسد شرعية لا يستحقها، وإذا تم التمعن في محتوى الاتفاقية، فإننا نمتلك حق مطاردة الإرهابيين حتى النهاية".
وتطرّق أردوغان إلى الأسلحة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى سورية، قائلاً إن "هذه الأسلحة يتم بيعها وقد بدأ ذلك بالفعل (..) مثلاً داعش اشترى العديد منها".
بن سلمان ومقتل خاشقجي
وفي سياق المقابلة، أشار أردوغان مباشرة إلى بن سلمان في قضية اغتيال خاشقجي، بعد أن ظلّ يشير إليه تلميحاً في أحاديثه السابقة. وتساءل أردوغان: "إذا لم يكن ولي العهد السعودي يعلم، فمن يعلم؟"، وهو الذي أعرب سابقاً عن ثقته بأن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لم يأمر بالعملية.
وبخصوص العلاقات مع مصر، قال أردوغان: "جوابي لمن يسأل لماذا لا تقابل (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي: أنا لا أقابل شخصاً كهذا على الإطلاق"، متطرّقاً إلى الإعدامات الأخيرة في قضية اغتيال النائب العام، وقائلاً إن "نظام السيسي منذ تسلمه السلطة في مصر أعدم 42 شخصاً، كان آخرهم 9 شبان، وهذا لا يمكن قبوله".
وفي سياق آخر، وصف الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي بأنه "أصبح عبئاً على أوروبا"، قائلاً "لا يريدون ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لأننا مسلمون".