وحدد أردوغان، خلال كلمته بمقر "العدالة والتنمية" في أنقرة، بعض ملامح السياسة الخارجية التركية خلال الفترة الانتقالية، والتي يبدو أنها ستتمحور على حسم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
وجدد أردوغان تأكيده على أن أوروبا، خاصة ألمانيا، تقدم مختلف أنواع الدعم لكل من "حركة الخدمة" المتهمة بإدارة المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/ تموز الماضي، وكذلك لحزب "العمال الكردستاني"، مشددا على أنه "في حال لم يقم الاتحاد الأوروبي بفتح فصول جديدة في مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد، فإن هذا سيكون بمثابة نهاية لمحاولات تركيا في الانضمام".
وقال إن "أوروبا تقدم جميع أنواع الدعم لـ ( حركة الخدمة)، وكذلك لـ( العمال الكردستاني)، وذلك لأنهم يريدون قطع الطرق في وجه تركيا التي تزداد قوة.. إن كان وزيرنا لا يمكنه أن يأخذ إذنا لهبوط طائرته في أوروبا، ولا يمكنه الذهاب إلى هناك، عندها لا بد لنا من إيجاد السبب".
وتابع أن "تركيا ليست عبد الباب، إن كل ما قيل وطُلب تم الإيفاء به".
ورفض الرئيس التركي الطلبات الأوروبية والغربية بإلغاء حالة الطوارئء، مطالبا الأوروبيين بتقديم طلب لباريس لإلغاء حالة الطوارئ قبل تركيا، بالقول: "قريبا هناك قمة لحلف شمال الأطلسي، وهناك بعض طلبات اللقاءات، والتي تتضمن بعض المطالب، ويمكن حصرها تقريبا في خمس نقاط، أولها إلغاء حالة الطوارئ"، مخاطبا الأوروبيين بقوله: "اذهبوا قبل ذلك إلى فرنسا واطلبوا منها رفع حالة الطوارئ، كيف يمكن محاربة الإرهاب في فرنسا التي قُتل عشرة إلى خمسة عشر إرهابيا لذلك تم إعلان حالة الطوارئ، أما عندنا كانت هناك محاولة انقلابية، وسقط لنا 249 شهيدا، و2193 جريحا، ومن ثم تنتظرون ألا نعلن حالة الطوارئ".
وفي ما يخص الشأن السوري، أكد الرئيس التركي أن "أنقرة لن تسمح بتكوين أي كيان تابع لحزب (الاتحاد الديمقراطي)، الجناح السوري لـ (العمال الكردستاني) في شمال سورية مهما كلف الأمر"، مشيرا إلى أن "الهدف التركي المقبل سيكون منبج"، وشدد: "كما تعلموان الآن جاء دور منبج والرقة. وبطبيعة الحال فإن هدفنا يتمثل بما يمكن أن نفعله برفقة التحالف الدولي ضد (داعش)، سألتقي غدا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسنتحدث، وأتمنى أن نخرج من هناك بنتيجة إيجابية"، مضيفا: "وفي 16 من الشهر الحالي سأزور الولايات المتحدة الأميركية، وسيتم بحث هذا الأمر ضمن مواضيع متعددة، وإن تمكنا من بدء مرحلة جديدة سنكون بذلك قد تمكنا من القيام بخطوات جديدة، سواء في ما يخص سورية أو العراق".
وتابع أردوغان: "سنقوم بإجراء اللازم، سندمر أحلام كل من الجناح العسكري لـ(الاتحاد الديمقراطي) و(العمال الكردستاني) في شمال سورية، وعلى الجميع أن يعلم ذلك، وسنقطع حبل سرتنا بيدنا، ولن يتمكن أحد من تقسيم وطننا المكون من 780 ألف كم مربع".
على المستوى الداخلي، أكد أردوغان على ضرورة تكثيف العمل الحزبي بين المواطنين، مشددا على "عدم وجود مواطن من الدرجة الثانية في تركيا".
وفي السياق نفسه، ذكر رئيس الوزراء التركي وقائد "العدالة والتنمية" حاليا، بن علي يلدرم، في كلمة خلال مراسم عودة أردوغان للحزب، أن الحزب سيعرض على الرئيس التركي ترشيحه لمنصب قيادة الحزب خلال المؤتمر الاستثنائي الثالث في 21 من أيار/ مايو الحالي، في ما تعتبر أولى نتائج التعديلات الدستورية التي تم إقرارها في الاستفتاء الشعبي في منتصف الشهر الماضي، ليكون بذلك أول رئيس حزبي في تاريخ الجمهورية التركية منذ دخولها عهد التعددية الحزبية في خمسينيات القرن الماضي.
في المقابل، انتقد زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، عودة أردوغان لـ"العدالة والتنمية"، بالقول: "لقد انتهت الأيام التي كان فيها الرئيس حياديا. لا يمكن أن يكون رئيس حزب ما رئيسا لثمانين مليون تركي. لقد انتهى هذا العهد، إن رئيس حزب سيكون رئيسا فقط لأولئك الذي يصوتون لصالح حزبه.. لقد أقسم على الحفاظ على حياده، فكيف يمكن لرئيس حزب بعد الآن أن يقسم على حياده؟"، مضيفا: "سيقوم قائد حزب بتعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا، وكذلك أعضاء الهيئة العليا للقضاة والمدعين، وجميع المسؤولين الرفيعين في الدولة، وسيكون رئيس الدولة أيضا".
وتابع كلجدار أوغلو: "لن نسمح لهذا أن يمر، ولذلك أقول إن نضالنا سيبدأ من جديد".