وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات شديدة لأحزاب المعارضة التركية اليسارية ممثلة بحزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) وحزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، وذلك خلال الزيارة التي قام بها لولاية سيعرت التي تنحدر من إحدى عائلاتها العربية زوجته أمينة أردوغان.
وفي أثناء الخطبة التي ألقاها أمام الجماهير التي احتشدت في ساحة الجمهورية في المدينة، أعاد أردوغان إلقاء أبيات الشعر التي أدخلته إلى السجن عام 1999 بعد أن ألقاها في المدينة ذاتها في عهد الوصاية العسكرية، قائلاً: "لقد كانت سيعرت لمرتين نقطة تحول مهم في حياتي، أولها عندما قرأت أبيات الشاعر "زيا غوكالب" وانتهت بأن أودعت السجن، فلنلقي هذه الأبيات مرة أخرى، المآذن حرابنا، والقباب خوذاتنا، والمساجد ثكناتنا، والمؤمنون جنود، لا شيء يهزمني، لو فتحت السماء، وتدفق علينا الطوفان والبراكين، إن أجدادنا الذين افتخروا بدينهم لم يركعوا لأحد"، مضيفاً: "أما نقطة التحول الثانية هي عندما تم انتخابي بأغلبية عالية نائباً عن المدينة".
ورد أردوغان على كمال كلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري بعد أن اتهمه الأخير "باستغلال القرآن في السياسة" في إشارة إلى الخطبة التي ألقاها أردوغان في ولاية باتمان ذات الأغلبية الكردية بينما كان يحمل قرآناً مترجماً إلى اللغة الكردية، قائلاً: "لقد كبرت مع القرآن، ومع القرآن أعيش، قل هذا لنفسك، كلنا نعرف مكانة القرآن في نفسك".
كذلك انتقد أردوغان تصريحات رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش الذي قال فيها "كعبتنا هي ميدان تقسيم"، قائلاً: "إن كعبتنا معروفة".
وأشار أردوغان إلى أن الحزبين، أي الشعوب الديمقراطي والشعب الجمهوري، يحملان في رأسهما عقلية إقصائية تشبه العقلية التي كانت سائدة في فترة الحزب الواحد في تركيا، قائلاً: "ما زلنا نواجه عقلية الحزب الواحد، أحدهما مدعوم من قبل المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)، فقبل 70 عاماً فرضوا الأذان باللغة التركية، والآن يريدون فرض الأذان باللغة الكردية، قبل سبعين عاماً كانوا يقولون إن الكعبة للعرب وكعبتنا هي القصر الرئاسي في جناقالة، إنهم ينطلقون من العقلية الفاشية ذاتها، لا فرق بينهم على الإطلاق".
اقرأ أيضاً: عين العرب: طائرات أميركية تلقي أسلحة للمقاتلين الأكراد