كشفت أرقام حكومية بريطانية جديدة، أن عدد الذين تمّ تحويلهم إلى برنامج "بريفينت" (الردع) لمحاربة التطرف، للاشتباه في تطرفهم اليميني، قد ارتفع بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي، بينما انخفض عدد المشتبه في تطرفهم الإسلامي.
ومن بين 6093 شخصاً تمّ تحويلهم إلى البرنامج خلال العام الذي انتهي في مارس/ آذار 2017، كان 3704 (61 في المائة) منهم قد حولوا للاشتباه في التطرف الإسلامي، بينما كان 943 منهم مشتبهاً بتطرفهم اليميني، كما تم الإبلاغ عن 1600 طفل دون سن الـ15 باعتبار أنهم معرضون لخطر التطرف، فضلا عن 1800 آخرين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً.
وتراجع العدد الكلي مقارنة بالعام السابق، والذي شهد تحويل 7631 شخصاً إلى البرنامج، منهم 4997 متهمون بالتطرف الإسلامي (65 في المائة) و759 (10 في المائة) متهمون بالتطرف اليميني.
وكشفت الأرقام عن انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة بين الأطفال دون 15 عاماً، حيث تم تحويل 272 منهم إلى السلطات، كما أبلغ عن 328 بين 15 و20 عاماً للسبب ذاته.
ونما التطرف اليميني في السنوات الأخيرة في بريطانيا، وتشكلت جماعات متطرفة محلية مبنية على مشاعر الكراهية المنتشرة في القارة الأوروبية، وتمكنت الشرطة البريطانية من ردع أربع هجمات إرهابية من قبل اليمين المتطرف خلال العام الماضي.
ويهدف برنامج "بريفينت"، الذي تبلغ ميزانيته 40 مليون جنيه إسترليني، إلى ردع الأفراد عن الميل نحو الإرهاب، كما يشجع المواطنين على الإبلاغ عمن قد يتعرضون لركوب موجة التطرف، ولكن البرنامج يتعامل مع نسبة ضئيلة ممن يتم تحويلهم.
وكان مارك رولي، المدير السابق لشرطة مكافحة الإرهاب الوطنية، حذر الشهر الماضي، من أن "خطر الإرهاب اليميني المتطرف أكثر أهمية وأكثر تحدياً مما تثيره النقاشات العامة".
أما خليفته، نيل باسو، فأكدّ لصحيفة "ذي إندبندنت"، أن وتيرة المحاولات الإرهابية لا تزال عالية، مطالباً الجمهور باليقظة. وقال: "يمكن للهجمات أن تحدث، ورأينا السرعة التي يتحول فيها بعضهم إلى التطرف، وسرعة تخطيطهم والسرعة التي ينفذون بها جرائمهم. يصبح إيقافها أشد صعوبة مع الوقت".
ويتحول كثيرون في بريطانيا إلى التطرف عن طريق الإنترنت الذي تم تحديده كعامل يقف وراء العديد من المحاولات الإرهابية، ومن بين هؤلاء دارين أوزبورن، منفذ اعتداء مسجد فنزبوري بارك، الذي تشبعت أفكاره بتعليقات قرأها على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل "جماعة بريطانيا أولاً"، إضافة إلى انتشار أفكار تنظيم "داعش" على شبكة الإنترنت.
وتأسس برنامج "بريفينت" في عهد حكومة توني بلير، عام 2003، ضمن سياستها الأوسع لمحاربة الإرهاب، والمعروفة باسم "كونتيست". ويهدف إلى ردع الأفراد عن الإرهاب أو دعم الارهابيين، بينما تضم استراتيجية "كونتيست" ثلاثة مبادئ أخرى، هي التحضير والحماية والمتابعة.
وقامت الحكومة الائتلافية في 2011، بمراجعة البرنامج بغرض فصل جهود مكافحة الإرهاب عن جهود الدمج في المجتمعات، ليتم فصل الدمج من برنامج "بريفينت"، وفقاً لوزيرة الداخلية حينها، تيريزا ماي.
وشهد عام 2015، تعديلاً قانونياً يجبر بعض المؤسسات العامة على ردع منتسبيها من "الانجرار وراء الإرهاب". ويشمل ذلك المؤسسات العامة، من مجالس محلية ومؤسسات صحية وتعليمية.
وتشمل استراتيجية "بريفينت" مبادئ عمل أساسية، تعتمد على تحدي المنظومات العقائدية الداعمة للإرهاب والأفراد الذين يقومون بنشرها، وحماية الأفراد الذين يُعدون عرضة لهذه الدعاية، ودعم القطاعات والمؤسسات المعرضة لخطر التطرف.