يبدو أن أزمة إنسانية جديدة بدأت تعصف بنحو 600 ألف مدني سوري يقيمون في عفرين، التي تشهد عملية عسكرية للجيش السوري الحر، بدعم من تركيا، ضد المليشيات الكردية المسيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، إذ وجد آلاف المدنيين أنفسهم مجبرين على النزوح من بلداتهم، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأفادت مصادر محلية في عفرين، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "آلاف المدنيين نزحوا من القرى والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك، في ظل أوضاع إنسانية صعبة"، لافتين إلى أن "غالبية النازحين يلجأون إلى أقاربهم في مناطق عفرين الداخلية".
ولفت إلى أن "الأهالي يعيشون حالة من القلق وعدم الاستقرار، نتيجة الخوف من توسع العمليات العسكرية، خاصة أن عفرين محاصرة من جميع الجهات".
وقال الناشط الاعلامي أكرم حاج علي، في حديث مع "العربي الجديد"، "تمتد القرى على طول الشريط الحدودي البالغ نحو 200 كلم، وهناك قرى صغيرة عدد سكانها بالعشرات، وبلدات كبيرة نزحت بالكامل"، لافتا إلى "عدم وجود إحصائيات دقيقة لأعداد النازحين، إلا أن أعدادهم تقدر بأكثر من 5 آلاف مدني، غالبيتهم توجهوا إلى أقاربهم في باقي مناطق عفرين".
وذكر أن "الحياة طبيعية عموماً في مدينة عفرين نتيجة بُعدها عن مناطق الاشتباك، بالإضافة إلى أن القصف بعيد عن مركز المدينة حتى الآن، باستثناء سقوط بضع قذائف وقصف جوي استهدف المركز في الأيام الأولى من الحملة".
وقال ذات المصدر إنه "حتى الآن، لا توجد إحصائية نهائية لعدد القتلى، لكن المعلومات الموثقة تشير إلى تجاوز عددهم الـ30 مدنياً".
وبيّن أن "الطريق الوحيد لحركة المدنيين ودخول المواد الغذائية والوقود، الذي كان ما بين عفرين ومناطق النظام، أغلق حالياً أمام المدنيين، إلا في حالات تهريب يدفع مقابلها الشخص مبالغ مالية كبيرة، تزيد عن 100 ألف ليرة سورية، أما باقي المواد فلم يُسجل انقطاعها".
وأوضح حاج علي أن "عدد المدنيين الذين توجهوا إلى مناطق النظام لم يتجاوز بضع عشرات"، نافيا ما ذُكر عن نزوح مئات الأشخاص عبر الحواجز التي يشرف عليها الروس.
وأعرب عن اعتقاده بأن عملية النزوح خارج مناطق عفرين محدودة، "وأن أغلب الشباب في عفرين إما مطلوبون للخدمة العسكرية في القوات النظامية، أو مطلوب اعتقالهم من قبل النظام، ما يجعلهم محكومين بالبقاء في مناطقهم".