تسابق الطالبة الجامعية عرين الهندي الزمن لإتمام دراستها في ساعات النهار، خشية عدم مقدرتها على الدراسة في ساعات المساء بسبب أزمة التيار الكهربائي المتفاقمة في قطاع غزة، وانقطاعها لأكثر من 12 ساعة يومياً وعدم انتظام ساعات وصولها.
ويستعد آلاف الطلاب الغزيين في المدارس والجامعات الغزية لتقديم اختبارات نهاية العام الدراسي هذه الأيام في ظل اشتداد أزمة انقطاع الكهرباء، واقتصار ساعات وصولها على 6 ساعات يومياً فقط، يتخللها انقطاع متكرر للكهرباء.
وتقول الهندي لـ "العربي الجديد" إن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يؤدي إلى تشتت الطلاب أثناء الدراسة وفقدان القدرة على التركيز، ما ينعكس سلباً على مستوى التحصيل الدراسي لدى كثيرين خلال السنوات الأخيرة.
وتوضح أنّ انقطاع التيار الكهربائي يقلل من تركيزها أثناء الدراسة بسبب عدم توفر الإضاءة الكافية، بالإضافة إلى شعورها بالاكتئاب والتوتر من أجل إنجاز دراستها بشكل سريع خلال فترة الامتحانات، والتي تتزامن مع تشويش جدول توزيع الكهرباء وانقطاع التيار لأكثر من 12 ساعة.
وتضيف الهندي أنّ الدراسة أصبحت في غزة مرهونة بجدول الكهرباء، ويؤدي ذلك إلى إهدار الوقت خاصة مع تطور المناهج العلمية والتطبيقية، والاعتماد على أجهزة الحاسوب والإنترنت والتي تتعطل مع انقطاع الكهرباء لمدد طويلة.
وتبين أنها تضطر لاستخدام "الليدات" الموصلة بالبطاريات صغيرة الحجم من أجل الإنارة؛ كونها البديل الأوفر لأسر غزية كثيرة مع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير، وعدم القدرة على تشغيل المولدات الكهربائية البديلة.
أما أم محمد السبع فتصطدم محاولتها الحثيثة لإتمام المراجعة النهائية لأبنائها الأربعة في المراحل العمرية المختلفة، بانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وعدم ثباته، ما يضطرها لاستخدام بدائل عدة مثل "الليدات" والشموع.
وتطالب السبع سلطة الطاقة وشركة الكهرباء بالعمل على وضع حلول مؤقتة خلال فترة الاختبارات المدرسية والجامعية، لرفع ساعات وصول التيار الكهربائي للمنازل وضمان انتظامها للحفاظ على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.
من جانبه، يرجع مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء طارق لبد أسباب تفاقم الأزمة إلى نقص كميات الطاقة الموجودة وتعطل خطوط الكهرباء المصرية، بالإضافة إلى عدم عمل محطة توليد الكهرباء بكامل قدرتها التشغيلية بسبب فرض ضريبة البلو.
ويوضح لبد لـ "العربي الجديد" أن إجمالي الطاقة الكهربائية المتوفرة حالياً في القطاع لا يتجاوز 155 ميغاواط من أصل 550 ميغاواط، يحتاجها السكان الغزيون لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة منذ عدة سنوات.
ويشير المسؤول في شركة توزيع الكهرباء إلى أن إجمالي الطاقة الموجودة حالياً لا يتجاوز ربع احتياجات نحو مليوني مواطن يعيشون في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، في ظل عدم زيادة مصادر الكهرباء لتتلاءم مع أعداد السكان.
ويشير لبد إلى وجود أعطال في الخطوط المصرية واقتصارها على خط واحد من أصل ثلاثة لا تتجاوز 10 ميغا، بالإضافة إلى عمل محطة التوليد الوحيدة بمولد واحد من أصل أربعة لا يتجاوز 25 ميغاواط بالإضافة إلى الخطوط الإسرائيلية، ما يفاقم من المعاناة اليومية للسكان.