وذكر مركز أسرى فلسطين للدراسات، في بيان له، أمس الأربعاء، أن العاصفة خلقت أوضاعًا صعبة على الأسرى، لا سيما في أقسام الخيام التي كادت الرياح أن تقتلعها كما حدث في العاصفة السابقة "هدى".
وملأت الرياح المحملة بالرمال خيام الأسرى منذ ليل الثلاثاء، وأدت إلى اختلاطها مع ملابسهم وأغراضهم وحاجاتهم الشخصية وفرشهم وأغطيتهم بشكل كبير، بحيث أصبحت غير صالحة للاستعمال، وبحاجة لتنظيف وغسل لا يمكن القيام به في الوقت الحالي نظرًا لاستمرار العواصف الرملية واشتدادها.
وفرضت العاصفة على الأسرى ما يشبه منع التجوال نتيجة الوضع السيىء في ساحات السجن الواقع في منطقة صحراوية، إضافة إلى المعاناة المتفاقمة نتيجة اشتداد البرد بشكل كبير، وانخفاض دراجات الحرارة مع عدم وجود وسائل تدفئة كافية، ونقص شديد في الأغطية والملابس الشتوية، عدا عن تمزق بعض الخيام واقتلاعها من مكانها خلال العاصفة الجوية السابقة "هدى"، وظل الأسرى في البرد والمطر لأكثر من 10 ساعات حتى تم نصب خيام جديدة لهم، فيما أتلفت "هدى" كافة أغراضهم الشخصية.
من جهة أخرى، أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أمس الأربعاء، أن الأوضاع الحياتية في سجن النقب صعبة جدًا، إذ لا زالت إدارة سجون الاحتلال ماضية في سياستها التعسفية والانتقامية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأشارت الهيئة إلى أن إدارة سجون الاحتلال تتصرف بدون إبداء أي احترام أو اهتمام لآدمية الأسير الفلسطيني، إذ ازدادت في الآونة الأخيرة إجراءات نقل الأسرى بين الأقسام بهدف ضرب استقرار الأسرى وتشتيتهم، والمبالغة المفرطة في الأحكام الإدارية وتجديدها، والمداهمات والاقتحامات الليلية للأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب والشتم والعبث بأغراضهم وتخريب ممتلكاتهم، والحرمان من الزيارات وفرض العقوبات والعزل، عدا عن سياسة الإهمال الطبي.
في غضون ذلك، أعلن نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى في سجن "عوفر" يعانون ظروفًا حياتية صعبة، حيث يشتكون من الاكتظاظ الشديد في أقسام السّجن وفي قسم الانتظار "المعبار"، واشتكوا من الاقتحامات المتكررة والتفتيش لأقسامهم وغرفهم، واحتجازهم في بعض الأحيان في حمامات السجن.
كما يعاني الأسرى في سجن عوفر وعددهم (710)، من استمرار العقوبات بحقّ بعض الأقسام منذ شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، ومنها فرض الغرامات أو تقليص وقت زيارة الأهالي وحرمان البعض منها، إضافة إلى تقليص المحطات التلفزيونية المسموح بمشاهدتها إلى ثلاثة، علاوة على تشويش الإدارة على بث الإذاعات، وحرمانهم من إدخال جميع وسائل التدفئة، بما فيها من الأغطية والملابس الشتوية.
في سياق آخر، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية من صعوبة وتردي الوضع الصحي لأسيرين من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، متواجدين في سجن نفحة الإسرائيلي، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير سلامة زغل والمحكوم بالمؤبد لمرة واحدة و25 عامًا، يعاني من عدة مشاكل صحية وتردٍّ في حالته الصحية جراء مضاعفات نتجت عن إصابته عند اعتقاله. فيما يعاني الأسير ماجد جراد والمحكوم بالسجن لمدة 30 عامًا من مرض جلدي وبثور تنتشر بشكل واسع وغريب، والذي ظهر معه عقب اعتقاله، فيما امتنع طبيب عيادة سجن نفحة، من إعطائه علاجاً للمرض بحجة ارتفاع ثمنه وطالبه بدفعه على حسابه الخاص، إذ لا يتلقى العلاج منذ شهر.