اصطحب الورديان، الذي قضى في سجون الاحتلال 16 عاماً، أطفاله الثلاثة إلى الاعتصام، وبعد أن أُحرقت ألعابهم على قماش أبيض، قال، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إحراق الألعاب كناية عن المستقبل الذي ينتظر أطفالنا. أظن أنّ هذه آخر مرة سيمارسون فيها حياتهم الطبيعية، ويلعبون، فقد بذلنا كل جهدنا حتى نستطيع توفير قوت أولادنا، ولا أظن أننا نستطيع توفير أكثر من قوتهم اليومي، أما وسائل الرفاهية فهي موضوع أغلقناه كعائلة".
وأوضح الورديان: "أحضرت أطفالي الثلاثة حتى يفهموا ظروفنا، وأقول لهم إنني بذلت كل جهدي لكي أؤمن لهم حياة كريمة، فأنا أنام على قارعة الطريق منذ 35 يوماً عسى أن يعذرونا عندما يكبرون".
وانطلقت مسيرة للأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم، وعشرات المتضامنين معهم، من خيمة الاعتصام الدائم على ميدان الشهيد ياسر عرفات، وجابت شوارع مدينة رام الله يتقدمها الأطفال حاملين ألعابهم، مع هتاف المشاركين لمطالبة السلطة الفلسطينية بإعادة رواتب الأسرى المحررين المعتصمين، والمضربين عن الطعام، وعند الوصول إلى دوار المنارة تم حرق الألعاب.
وقال وزير الأسرى الأسبق وصفي قبها، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حرق الألعاب رسالة لرئيس الوزراء محمد اشتية، والرئيس محمود عباس، بأنّ هناك تمييزاً في الساحة الفلسطينية"، معتبراً أنّ "قطع الراتب عن أسرى استحقوا الرواتب مخالف للقانون الأساسي الذي يحظر التمييز بين الفلسطينيين"، رافضاً ربط ملفهم بالانقسام، ومؤكداً أنّه ملف منفصل عن الموظفين الذي عملوا مع حكومة "حماس"، لأنّ قانون الأسرى أعطاهم حق المرتبات.
وقال الأسير المحرر المقطوع راتبه رامي البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "طيلة 35 يوماً من الاعتصام يواصل المعتصمون إرسال الرسائل إلى ديوان الرئاسة ورئاسة الوزراء، وقادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، والقوى الوطنية والإسلامية"، مؤكداً أنهم لم يفلحوا بعد في لقاء رئيس الوزراء.
وتلقّى الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم وعوداً، العام الماضي، من السلطة الفلسطينية بحلّ أزمتهم بعد اعتصام وسط رام الله، لكنها لم تحل حتى الآن، ويواصل 35 أسيراً مقطوعة رواتبهم اعتصامهم المفتوح، فضلاً عن 15 أسيراً مقطوعة رواتبهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ونفذ المحررون المقطوعة رواتبهم فعاليات ووقفات احتجاجية، في شوارع رام الله، وأمام مجلس الوزراء الفلسطيني، للمطالبة بإعادتها، كما يواصل عدد منهم إضراباً عن الطعام، منذ قرابة أسبوعين.