مدينة أسك "Usk" أقدم مدينة في ويلز وسط بريطانيا، هي بوابة ويلز لعالم من السحر، قلعتها العالية والمحصنة بخنادق مائية دفاعية وبواباتها الضخمة تشعر الزائر وأنه في عالم هاري بوتر، أسوارها ونوافذها تحدثك عن تاريخ أسطوري جمع بين الخيال والواقع والغموض.
هي مدينة صغيرة، لم يتخط عالم التكنولوجيا جسر "سيفرن كروسنغ" الفاصل بين ويلز وإنكلترا ليصل إليها بعد، يخيل للمتجول بين أزقتها وشوارعها العريضة وكأن المرأة الأسكية توقفت عن الإنجاب منذ 40 عاما. وجود للشباب تحت الثلاثين شبه منعدم. نادرا ما ترى صورا تجارية أو دعاية معلقة على ناصية شارع وكأن المدينة تُحصِن معالمها من التغيير متحدية الحداثة والإنترنت وسرعة العصر وأضواء الصخب، لتتشبث بالعراقة والقدم.
تقول كيلي جوليف، صاحبة ومديرة فندق "غراي هاوند" في ضواحي أسك، إن اختيارها لإنشاء فندق على طراز مزرعة من الزمن الغابر، وتحويل قسم منه كان إسطبلا لغرف جميلة وهادئة للنزلاء، يتماشى مع نمط وبطء الحياة الأسكية. وأضافت "أن تصل إلى هذا المكان عليك الاستعانة بخريطة ورقية لأن نظام بحث الأقمار الصناعية الذي تعتمده غوغل لا يعمل لدينا، فهنا أنت للاستمتاع بجمال الجبل والسهل والخضرة، والمشي وسط أغنام ويلز الشهيرة وجمع بيض الدجاج الأحمر من تحت الشعاب، أو ركوب الدراجات إلى الأعالي وسط الأشجار أو فقط الجلوس بالقرب من مدفأة من زمن النورمدي والاستمتاع بكأس نبيذ ويلزي".
لكن أسك المدينة الشابة العجوز البسيطة الهادئة والجميلة في كل شيء، تحمل تاريخاً دموياًِ شرساً ترويه قلاعها أو بقايا بعضها. ذهب معظمها لكن ما تبقى من معالمها لا يزال يذكّر بقساوة ما صنعه الإنسان على أرضها في زمن مضى. فعلى مشارف المدينة وغير بعيد من غراي هاوند، تُرى "قلعة راغلان"، وهي مبنى رائع من الحجر الرملي من العهد الثيودوري، لم يتم تشييده على وجه التحديد كدفاع كما كانت قلاع ويلز الأخرى العظيمة، بل تم تصميمه بشكل أساسي كبيان للثروة والتأثير والسلطة. شيدها السير ويليام أب توماس عام 1434م، ليتماشى مع وضعه الاجتماعي بعد منحه وسام فارس من قبل الملك هنري الثامن، حَوّلَ القلعة بعد وفاته ابنه ويليام الثاني والملقب بـ "اللورد هوربرت" لقطعة من الجنة بكل المقاييس.
لكن جمال القلعة كان شؤماً عليها وعلى ساكنيها، إذ كانت مطمع الكثيرين، قتل اللورد هوربرت في أحد المعارك لحمايتها وعلق رأسه على أحد أعمدتها عام 1461م، واختفت ملكية القلعة بين الأقوياء والملوك، إلى أن اندلعت أطول حرب أهلية في تاريخ ويلز الموثق بين السكان المحليين والإنكليز، هزم الويلزيون عام 1646م، ودُمرت القلعة بأمر مما كان يعرف بالقوات البرلمانية الملكية آنذاك وأحرقت بمن فيها.
على بعد عشرة كيلومترات من قلعة راغلان، تعلو قلعة ليست ككل القلاع، إذ شيدت على رأس هضبة "أبيرغافيني"، ولقبت بذات الاسم. قلعة أحاطتها أساطير وخرافات ما زال يؤمن البعض بها إلى اليوم. بناها اللورد النورماندي هاملين دي بالون عام 1087م، كما تقول بقايا القلعة التي سلمت من مصير مثيلاتها.
لكن أسك كانت خبيرة في تغيير لوحة تاريخها الدموي، حيث رسمت تضاريس ومناظر جميلة تجمع بين الجبال والأنهار والبحيرات والشلالات والتلال والسواحل والمروج الخضراء الشاسعة. لديها ثقافتها وعاداتها الخاصة المستقلة، ولغتها الخاصة المختلفة عن اللغة الإنكليزية نوعاً ما، أمر كان عامل جذب إضافي.
هي مدينة صغيرة، لم يتخط عالم التكنولوجيا جسر "سيفرن كروسنغ" الفاصل بين ويلز وإنكلترا ليصل إليها بعد، يخيل للمتجول بين أزقتها وشوارعها العريضة وكأن المرأة الأسكية توقفت عن الإنجاب منذ 40 عاما. وجود للشباب تحت الثلاثين شبه منعدم. نادرا ما ترى صورا تجارية أو دعاية معلقة على ناصية شارع وكأن المدينة تُحصِن معالمها من التغيير متحدية الحداثة والإنترنت وسرعة العصر وأضواء الصخب، لتتشبث بالعراقة والقدم.
تقول كيلي جوليف، صاحبة ومديرة فندق "غراي هاوند" في ضواحي أسك، إن اختيارها لإنشاء فندق على طراز مزرعة من الزمن الغابر، وتحويل قسم منه كان إسطبلا لغرف جميلة وهادئة للنزلاء، يتماشى مع نمط وبطء الحياة الأسكية. وأضافت "أن تصل إلى هذا المكان عليك الاستعانة بخريطة ورقية لأن نظام بحث الأقمار الصناعية الذي تعتمده غوغل لا يعمل لدينا، فهنا أنت للاستمتاع بجمال الجبل والسهل والخضرة، والمشي وسط أغنام ويلز الشهيرة وجمع بيض الدجاج الأحمر من تحت الشعاب، أو ركوب الدراجات إلى الأعالي وسط الأشجار أو فقط الجلوس بالقرب من مدفأة من زمن النورمدي والاستمتاع بكأس نبيذ ويلزي".
لكن أسك المدينة الشابة العجوز البسيطة الهادئة والجميلة في كل شيء، تحمل تاريخاً دموياًِ شرساً ترويه قلاعها أو بقايا بعضها. ذهب معظمها لكن ما تبقى من معالمها لا يزال يذكّر بقساوة ما صنعه الإنسان على أرضها في زمن مضى. فعلى مشارف المدينة وغير بعيد من غراي هاوند، تُرى "قلعة راغلان"، وهي مبنى رائع من الحجر الرملي من العهد الثيودوري، لم يتم تشييده على وجه التحديد كدفاع كما كانت قلاع ويلز الأخرى العظيمة، بل تم تصميمه بشكل أساسي كبيان للثروة والتأثير والسلطة. شيدها السير ويليام أب توماس عام 1434م، ليتماشى مع وضعه الاجتماعي بعد منحه وسام فارس من قبل الملك هنري الثامن، حَوّلَ القلعة بعد وفاته ابنه ويليام الثاني والملقب بـ "اللورد هوربرت" لقطعة من الجنة بكل المقاييس.
لكن جمال القلعة كان شؤماً عليها وعلى ساكنيها، إذ كانت مطمع الكثيرين، قتل اللورد هوربرت في أحد المعارك لحمايتها وعلق رأسه على أحد أعمدتها عام 1461م، واختفت ملكية القلعة بين الأقوياء والملوك، إلى أن اندلعت أطول حرب أهلية في تاريخ ويلز الموثق بين السكان المحليين والإنكليز، هزم الويلزيون عام 1646م، ودُمرت القلعة بأمر مما كان يعرف بالقوات البرلمانية الملكية آنذاك وأحرقت بمن فيها.
على بعد عشرة كيلومترات من قلعة راغلان، تعلو قلعة ليست ككل القلاع، إذ شيدت على رأس هضبة "أبيرغافيني"، ولقبت بذات الاسم. قلعة أحاطتها أساطير وخرافات ما زال يؤمن البعض بها إلى اليوم. بناها اللورد النورماندي هاملين دي بالون عام 1087م، كما تقول بقايا القلعة التي سلمت من مصير مثيلاتها.
لكن أسك كانت خبيرة في تغيير لوحة تاريخها الدموي، حيث رسمت تضاريس ومناظر جميلة تجمع بين الجبال والأنهار والبحيرات والشلالات والتلال والسواحل والمروج الخضراء الشاسعة. لديها ثقافتها وعاداتها الخاصة المستقلة، ولغتها الخاصة المختلفة عن اللغة الإنكليزية نوعاً ما، أمر كان عامل جذب إضافي.