وأوضحت المنظمة أنه، ومن خلال معاينتها صوراً ومقاطع فيديو سُجلت وقت الهجوم وأخرى تُظهر آثار الهجوم، تبيّن وجود 18 هجمة بأسلحة حارقة على الأقل ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظتي حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب.
وتوّلد الأسلحة الحارقة الحرارة والنار من خلال تفاعل كيميائي لمادة قابلة للاشتعال، ما يسبب حروقاً مؤلمة لا تطاق ويصعب علاجها.
وليست الأسلحة الحارقة الوحيدة التي يلجأ النظام السوري وحلفاؤه لاستخدامها في استهداف المدنيين ومناطق المعارضة، بل من الأسلحة المحرمة دولياً المستخدمة في سورية، قنابل النابالم الحارقة، وهي عبارة عن حاويات معدنية كبيرة تُملأ بمادة شديدة الاشتعال، عند الاصطدام بالهدف تتحطم الحاوية، ناثرة المادة المشتعلة، مولدة درجات حرارة عالية جداً تصل إلى أربعة آلاف درجة سيليزية تنصهر على إثرها حتى الحجارة.
ويتسبب هذا الانفجار في إحداث تسمم في الجهاز التنفسي بـ "أول أوكسيد الكربون"، فيموت غالبا بالاختناق من لم يمت حرقا، ومن الآثار غير المباشرة الإصابة غالباً بفقر الدم، كما تتأثر تركيبة عظام المصاب.
كما تستخدم القنابل الفسفورية، والتي تعد من أنواع الأسلحة الكيميائية الخطيرة، إذ يشتعل الفسفور الأبيض لدى تعرضه للهواء وينتج حرارة كبيرة وانفجاراً هائلاً ودخاناً كثيفاً، ولدى ملامسته الأفراد يحدث حروقاً عميقة وخطيرة في الجلد مع آلام مبرحة وموت كامل للأعضاء المصابة.
تتميز القنابل الفسفورية بقدرتها العالية على إلحاق الضرر البليغ بالأفراد، فهي تستخدم للقتل والإبادة الجماعية، وتعتبر الحروق التي تحدثها القنابل الفسفورية في أجساد الضحايا من الحروق الخطيرة والعميقة والمميتة، ونظراً لتميّز تلك الحروق تستطيع الفرق الطبية معرفة أن مصدر تلك الحروق هي القنابل الفسفورية بالتحديد.
أما القنابل العنقودية، المحرمة دولياً أيضاً، فتختلف أشكال وأحجام ووسائط تفجيرها، إذ تنطلق القنابل الصغيرة فوق منطقة الهدف مسببة دماراً وتلفاً للآليات والمعدات والأشخاص الموجودين هناك، وبإمكان القنابل الصغيرة تغطية منطقة كبيرة ولكنها تفتقر للتوجيه الدقيق.
وكما تستخدم القوات النظامية والروسية القنابل الفراغية أو ما يعرف بالقنابل الحرارية الضغطية، وهي تحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة فائقة متحولاً إلى غاز أو رذاذ ملتهب يتفجر صاعداً إلى الأعلى مسببا تخلخلا هائلا في الضغط في موقع الانفجار.
ويؤدي انفجار القنبلة الفراغية إلى توليد حرارة عالية وضغط إيجابي سريع من استهلاك الأوكسجين داخل المنطقة المحصورة كالكهف أو النفق. وإذا نجا الأحياء داخل هذه المواقع من انهيار النفق ومحتوياته فإنهم سيلاقون الهلاك بسبب فرق الضغطين المتولدين، أو مخنوقين بسبب استهلاك الأوكسجين، وربما بسبب هذه العوامل مجتمعة.