لم يتمكن مجد، وهو الابن البكر لعائلته، من رؤية إيلين بعد اعتقاله سوى في زيارات شهرية أو ربما كل شهرين، من خلال نافذة الزيارة ولمدة نصف ساعة فقط، يترك فيها مجد طفلته إيلين والدموع تنهمر. أما إيلين، البالغة من العمر حالياً سنة ونصف السنة، فلا تريد فراق والدها برغم طفولتها البريئة وعدم إدراكها ما يجري حولها، وهو ما دفع مجد إلى خوض الإضراب، إذ ازداد شوقه لإيلين والعائلة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجد، في 27 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وحوّلته للتحقيق لمدة 51 يوماً في مركز تحقيق الجلمة شمالي فلسطين. وبعد فشل ضباط التحقيق في إلصاق تهم به أو إجباره على الاعتراف بأصدقائه، كان الانتقام بتحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، في شهر مارس/آذار من العام الجاري، ومن ثمّ جُدّد اعتقاله الإداري مرة أخرى لمدة ستة أشهر تنتهي في 24 من يناير/كانون الثاني من العام المقبل، يوضح أحمد أبو شملة شقيق مجد لـ"العربي الجديد".
لم يسجن مجد من قبل، لكن حجم التضامن معه في إضرابه على مستوى بلدته غمر العائلة وشدّ من أزرها، فمجد يعمل محاسباً في شركة خاصة، ويمتاز بعلاقات اجتماعية واسعة، يحبّه الجميع، وهو ما عكس الدعم الكبير له في محنته.
"صلب في إرادته برغم هدوئه"، هكذا وصف أحمد شقيقه مجد. وزاد: إنّ "مجد يخوض معركة ليست بالهيّنة، لا يتناول سوى الماء والملح وممتنع عن تناول المغذيات، وهو مستمر في معركته حتى الإفراج عنه، فيما لا تعرف العائلة شيئاً عن مجد بعد 9 أيام من إضرابه وعزله المتواصل عن بقية الأسرى في سجن النقب".
يتزامن إضراب مجد أبو شملة عن الطعام إلى جانب ثلاثة أسرى آخرين هم: (أحمد أبو فارة، وأنس شديد، وحسن ربايعة)، والذين يواصلون إضرابهم عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري، بعضهم شارف على الشهر والآخر منذ أسبوعين، في ظل تدهور وضعهم الصحي وتعنّت سلطات الاحتلال في الاستجابة لمطالبهم بإنهاء اعتقالهم الإداري وحريتهم، وتم نقل اثنين منهم إلى مستشفى الرملة، وتم عزل اثنين آخرين في زنازين سجن النقب.
وفي هذا الشأن، يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، لـ"العربي الجديد"، إن "نيابة الاحتلال لا تبدي أي تجاوب مع مطالب الأسرى وإنهاء الاعتقال الإداري بحقهم"، داعياً الفلسطينيين إلى مساندة الأسرى المضربين الذين هم بأمسّ الحاجة لمن يساندهم.
تتمنى عائلة مجد أن ينعم بحريته ويرى طفلته إيلين، وأن يتضامن الجميع مع قضية الأسرى التي تمسّ الشعب كله، وتؤكد أن الفعاليات المساندة للأسير مستمرة حتى تحقيق مطلبه.
لا تعرف عائلة أبو شملة كثيرا عن ابنها مجد سوى أنه لا يقوى على الوقوف والحركة، ويعاني من اختلال في التوازن، ووضعه الصحي آخذ في التدهور، ما يستدعي تدخل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لكشف حقيقة حالته الصحية، والضغط على الاحتلال لتلبية مطلبه، فكل ما يهمها أن ترى مجد معها ومع طفلته الوحيدة.