بالرغم من الصورة المحافظة المتعارف عليها بين الناس عنهم، فإنّ عدداً من أطباء تركيا يحاولون الظهور في هيئة أخرى تسمح لهم وسائل التواصل الاجتماعي بعرضها عبر مشاركتهم تفاصيل خاصة من حياتهم
لما لمهنتهم من تأثير مباشر في حياة الناس، تبدو مهنة الطب في عيون عموم الشعوب على مدار التاريخ مهنة مقدسة تجعل من صاحبها شخصاً "فوق العادة"، وتحبسه في قوالب معينة كأن يرتدي بطريقة كلاسيكية ويضع نظارات سميكة أو يتحدث بجدية دائماً من دون أن يملك الوقت لفعل أيّ شيء سوى العمل. لكنّ ذلك يتحول مع الوقت إلى عبء على الأطباء أنفسهم، وبذلك، تعمل مجموعة من الأطباء الأتراك على كسر هذه الصورة النمطية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عبر مشاركة صور من حياتهم الشخصية والمهنية، ولو تسبب ذلك بانتقادات البعض.
يقول طبيب أمراض الكلى علي: "لن أنسى تعليق أحد مرافقي المرضى عندما رآني نازلاً من الحافلة العمومية أمام المستشفى في بداية حياتي المهنية وأرتدي بنطال جينز ممزق من أسفله". يفسر: "بدأ مرافق المريض بالسخرية من شكلي بالقول: كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون طبيباً ببنطاله الممزق وتسريحة شعره، يبدو بخيلاً للغاية حتى يفضّل ركوب الحافلة العمومية". يعتبر الطبيب علي أنّ عدداً كبيراً من زملائه في كلية الطب وبالذات من أتوا من خلفيات عائلية متدنية التعليم أو محافظة دخلوا إلى كلية الطب بحثاً عن هذه الصورة النمطية بالذات، أي كسب الاحترام أمام الناس بسبب المهنة، لكنّ هذا الأمر يتحول إلى قيد كبير لممارسة الحياة العادية.
اقــرأ أيضاً
ومن بين كاسري هذه الصورة النمطية عن الأطباء، الطبيب المقيم أنغين كافاك، العامل في قسم الإسعاف في مستشفى "أوسكودار" الحكومي في مدينة إسطنبول، إذ لديه حساب على موقع "إنستغرام" يتابعه نحو 49 ألف مستخدم. يقول كافاك: "بالإضافة إلى إعجاب البعض بمظهري، أعتقد أنّ كثرة متابعيّ تعود إلى الأعمال الإنسانية التي أقوم بها، كعملي التطوعي في عدد من الدول الأفريقية وسورية وفي ولاية وان التركية. لقد غيّر ما مرّ عليّ خلال عملي في قسم الإسعاف من نظرتي إلى الحياة، ولم أعد أركز على الأمور التافهة، وبت أمارس الرياضة". يتابع: "تصلني أحياناً تعليقات سلبية من عدد من الأطباء الذين لا أعرفهم شخصياً، لكن في الوقت نفسه أتلقى الكثير من التعليقات الإيجابية من الأطباء الجدد". يضيف: "أتعرض لبعض المواقف المربكة والمضحكة، إذ أتلقى يومياً ما بين 150 و200 رسالة عبر الحساب، وبعضها يقول لي: أنت الرجل المثالي للزواج... والبعض يودون تقديم المساعدات للأطفال. ولا أخفي أنّ حبيبتي الحالية تعرفت عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
يقول طبيب الأسنان إركان عقلّي، الذي يملك أيضاً حساباً على "إنستغرام" يتابعه نحو 31 ألف مستخدم: "حاولت عبر الصور التي أشاركها على الإنترنت أن أهدم المفهوم الشائع عن عمل الأطباء بأنّه ممل، والتأكيد على أنّ الأطباء يستطيعون العناية بأنفسهم وممارسة حياة طبيعية. لقد ظنوا في البداية بأنني مدرب رياضي، بل جاءتني بعض العروض لتقديم الدروس، ما رفع عدد المتابعين". يبدو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي إيجابياً على عقلّي لناحية زيادة عدد مرضاه: "عدد من يأتون لرؤيتي والتقاط الصور معي بات أكبر من عدد المرضى الحقيقيين". يتابع: "كذلك، تلقيت عروضاً للتمثيل لكنّي لا أفكر في الأمر. تصلني يومياً بعض الرسائل غير المهذبة، لكن لم أعد أهتم. في البداية تلقيت انتقادات من أصدقائي حول حسابي على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تغير رأيهم بعدما زاد عدد مرضاي بشكل كبير".
من جهته، يعتبر طبيب جراحة الوجه والفكين جيم كاراس، أنّ متابعي حسابه، وهم أكثر من أربعين ألفاً، لا يفعلون ذلك لأجل ما يشاركه من صور لنجاحات عملياته، لكن لأنّهم يودون معرفة المزيد عن حياته العائلية. يقول: "المتابعون مهتمون بحياتي الشخصية، لأنّ صورة الطبيب في رأي كثيرين أنّه رجل بدين وأصلع أو بنظارات سميكة، لكنّي أكسر لهم هذه الصورة، فأنا أمارس الرياضة، وأركب الدراجة النارية، وأهتم بالتجذيف". يشير كاراس إلى أنّه أحياناً يعاني من عدوانية أزواج مريضاته تجاهه: "لست منزعجاً من وصف البعض لي بأنّي طبيب جذاب فهذا جسدي، ولا أشارك أشياء غير مألوفة، فأنا متزوج ولا أتجنب مشاركة صوري مع عائلتي. بعض النساء يطلبن مني أن أجري عمليات تجميل لأنوفهن حتى وإن كن لا يحتجن إلى ذلك".
بدوره، يؤكد طبيب الأمراض الداخلية في مستشفى "أوك ميداني" الحكومي إمرة اوزون، أنّ حسابه على "إنستغرام" بمتابعيه الـ26 ألفاً لا يدفعه إلى الغرور: "أعلم تماماً أنّه عالم افتراضي، وهدفي من مشاركاتي تشجيع مرضاي على الرياضة والعناية بغذائهم، حتى أنّي في بعض الأحيان أمارس الرياضة مع بعضهم".
اقــرأ أيضاً
لما لمهنتهم من تأثير مباشر في حياة الناس، تبدو مهنة الطب في عيون عموم الشعوب على مدار التاريخ مهنة مقدسة تجعل من صاحبها شخصاً "فوق العادة"، وتحبسه في قوالب معينة كأن يرتدي بطريقة كلاسيكية ويضع نظارات سميكة أو يتحدث بجدية دائماً من دون أن يملك الوقت لفعل أيّ شيء سوى العمل. لكنّ ذلك يتحول مع الوقت إلى عبء على الأطباء أنفسهم، وبذلك، تعمل مجموعة من الأطباء الأتراك على كسر هذه الصورة النمطية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عبر مشاركة صور من حياتهم الشخصية والمهنية، ولو تسبب ذلك بانتقادات البعض.
يقول طبيب أمراض الكلى علي: "لن أنسى تعليق أحد مرافقي المرضى عندما رآني نازلاً من الحافلة العمومية أمام المستشفى في بداية حياتي المهنية وأرتدي بنطال جينز ممزق من أسفله". يفسر: "بدأ مرافق المريض بالسخرية من شكلي بالقول: كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون طبيباً ببنطاله الممزق وتسريحة شعره، يبدو بخيلاً للغاية حتى يفضّل ركوب الحافلة العمومية". يعتبر الطبيب علي أنّ عدداً كبيراً من زملائه في كلية الطب وبالذات من أتوا من خلفيات عائلية متدنية التعليم أو محافظة دخلوا إلى كلية الطب بحثاً عن هذه الصورة النمطية بالذات، أي كسب الاحترام أمام الناس بسبب المهنة، لكنّ هذا الأمر يتحول إلى قيد كبير لممارسة الحياة العادية.
يقول طبيب الأسنان إركان عقلّي، الذي يملك أيضاً حساباً على "إنستغرام" يتابعه نحو 31 ألف مستخدم: "حاولت عبر الصور التي أشاركها على الإنترنت أن أهدم المفهوم الشائع عن عمل الأطباء بأنّه ممل، والتأكيد على أنّ الأطباء يستطيعون العناية بأنفسهم وممارسة حياة طبيعية. لقد ظنوا في البداية بأنني مدرب رياضي، بل جاءتني بعض العروض لتقديم الدروس، ما رفع عدد المتابعين". يبدو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي إيجابياً على عقلّي لناحية زيادة عدد مرضاه: "عدد من يأتون لرؤيتي والتقاط الصور معي بات أكبر من عدد المرضى الحقيقيين". يتابع: "كذلك، تلقيت عروضاً للتمثيل لكنّي لا أفكر في الأمر. تصلني يومياً بعض الرسائل غير المهذبة، لكن لم أعد أهتم. في البداية تلقيت انتقادات من أصدقائي حول حسابي على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تغير رأيهم بعدما زاد عدد مرضاي بشكل كبير".
من جهته، يعتبر طبيب جراحة الوجه والفكين جيم كاراس، أنّ متابعي حسابه، وهم أكثر من أربعين ألفاً، لا يفعلون ذلك لأجل ما يشاركه من صور لنجاحات عملياته، لكن لأنّهم يودون معرفة المزيد عن حياته العائلية. يقول: "المتابعون مهتمون بحياتي الشخصية، لأنّ صورة الطبيب في رأي كثيرين أنّه رجل بدين وأصلع أو بنظارات سميكة، لكنّي أكسر لهم هذه الصورة، فأنا أمارس الرياضة، وأركب الدراجة النارية، وأهتم بالتجذيف". يشير كاراس إلى أنّه أحياناً يعاني من عدوانية أزواج مريضاته تجاهه: "لست منزعجاً من وصف البعض لي بأنّي طبيب جذاب فهذا جسدي، ولا أشارك أشياء غير مألوفة، فأنا متزوج ولا أتجنب مشاركة صوري مع عائلتي. بعض النساء يطلبن مني أن أجري عمليات تجميل لأنوفهن حتى وإن كن لا يحتجن إلى ذلك".
بدوره، يؤكد طبيب الأمراض الداخلية في مستشفى "أوك ميداني" الحكومي إمرة اوزون، أنّ حسابه على "إنستغرام" بمتابعيه الـ26 ألفاً لا يدفعه إلى الغرور: "أعلم تماماً أنّه عالم افتراضي، وهدفي من مشاركاتي تشجيع مرضاي على الرياضة والعناية بغذائهم، حتى أنّي في بعض الأحيان أمارس الرياضة مع بعضهم".