أعلن الائتلاف السوري المعارض، والذي يعتبر أكبر تشكيلات المعارضة السورية السياسية، مساء اليوم الجمعة، في بيان مشترك مع 70 فصيلاً مسلحاً معارضاً، أهمها حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، وفصائل المعارضة في حلب وإدلب ودرعا وأرياف حمص وحماه واللاذقية، رفض مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، القاضية بتشكيل أربع مجموعات عمل، تجمع ممثلي المعارضة والنظام السوري للتفاوض على حل سياسي في سورية.
وأوضح البيان، والذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه أن الموقعين عليه يعتبرون أن طرح مبادرة "مجموعات العمل" بهذا الشكل هو تجاوز لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري، لا سيما القرارات 2118 و2165 و2139، ومبادرة "مجموعات العمل" هي عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة، والطرف الراعي للعملية السياسية أي الأمم المتحدة من جهة أخرى، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق تنفيذ هذه القرارات الأممية التي قام النظام السوري بتعطيلها.
كذلك اعتبر الموقعون أن "مجموعات العمل" بصيغتها الحالية، والآليات غير الواضحة التي تم طرحها، توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام، وأن "مجموعات العمل" يجب أن تُبنى على مبادئ أساسية واضحة، بما يخص معايير المشاركين فيها والتصور النهائي للحل.
وبخصوص التدخل الروسي الأخير، أشار الموقعون إلى أنهم "يرفضون التصعيد العسكري الروسي المباشر في سورية، والذي يتحمل مسؤوليته النظام السوري، والذي حوّل سورية إلى مرتع للتدخل الأجنبي، وساهم في ذلك صمت المجتمع الدولي، وأن هذا التصعيد قد يشكل نقطة لا عودة في العلاقة بين الشعب السوري من جهة، وروسيا من جهة أخرى، ويظهر بطريقة لا تحتمل الشك أن روسيا لم تكن جادة أو صادقة في التزامها بالعملية السياسية، وأنها لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً وإنما طرفاً من أطراف الصراع وحليفاً أساسياً للنظام المجرم".
وأشار الموقعون إلى أن "تشكيل "هيئة الحكم الانتقالية" هي عملية انتقال للسلطة كاملة لا مكان فيها لبشار الأسد ورموز وأركان نظامه، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب السوري ومنع تفككها، والحيلولة دون وقوع البلاد في المزيد من الفوضى"، وأكد الموقعون أن "حل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية المسؤولة عن قتل الشعب السوري بطريقة مباشرة وموثقة بند أساسي في أي حل سياسي، فهذه المنظومة العسكرية المتفككة والمنهارة، والتي تحولت إلى مليشيات طائفية بقيادة إيرانية لا يمكن أن تكون نواةً لجيش وطني حقيقي، ولا يمكن للشعب السوري أن يثق بها لتحقيق الأمن والاستقرار لمستقبل البلاد".
ويعتبر هذا الموقف الموحد بين أطراف المعارضة السورية السياسية والمسلحة هو الأول من نوعه منذ انطلاق مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإيجاد حل سياسي في سورية.
اقرأ أيضاً: مصادر لـ"العربي الجديد": اجتماع عسكري روسي أميركي في بغداد