بهذه الكلمات البسيطة، عبرت الطفلة سمر محمد، لـ"العربي الجديد" عن ضيقها من اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان إلى جوارها عشرات الأطفال المشاركين في اعتصام نظمته مجموعة "فلسطينيات ضد الحصار" في ميناء غزة البحري، للمطالبة بممر مائي ينقذ غزة من أوضاعها المأساوية.
ورفع الأطفال المشاركون في الاعتصام سفناً ورقية كُتب عليها "أنقذوا أطفال غزة"، "من حقنا إنشاء ممر مائي يربطنا بالعالم"، وهتفوا بصوت طفولي ضد استمرار الحصار الإسرائيلي منذ ثماني سنوات، واشتداده بعد إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع كافة.
وألقت الطفلة ملاك السويركي، كلمة نيابة عن أطفال فلسطين، أوضحت فيها أشكال الألم الذي يعانيه سكان غزة بأطفاله وشيبه وشبابه ونسائه، جراء مواصلة الاحتلال الاسرائيلي حصاره على قطاع غزة، داعية أحرار العالم للتحرك من أجل إنهائه.
وقالت ملاك:"غزة تموت منذ ثمانية أعوام، ونحن نُقتل ونفقد آباءنا وأمهاتنا وأصدقاءنا، نذهب إلى المدارس لا نجد معلمينا ورفقاءنا في مقاعد الدراسة، فالقذائف الاسرائيلية قد مزقتهم إلى أشلاء، يمرض أحدنا ولا نجد له دواء أو معبراً يسافر من خلاله".
وأضافت، وقد تجمع حولها أطفال بدت على وجوههم ملامح الإرهاق نتيجة إغلاق المنافذ المؤدية إلى القطاع: "الحصار والحرب أظهرا ادعاءات الإنسانية، خلال ستة أعوام عشنا ثلاث حروب، أرهقت نفسياتنا وجعلتنا نخاف من أي صوت عالٍ، يأتون إلينا بفرق الدعم النفسي ونأخذ وقتاً طويلاً لننسى مشاهد الدمار والدم".
وأكدت الطفلة السويركي على "ضرورة امتلاك قطاع غزة ممراً مائياً يمكن السكان من توفير احتياجاته عندما تضيق الدروب في وجهه"، وقالت: "نطالب مؤسسات حقوق الإنسان بالاهتمام بأطفال غزة، نحن لا نبحث سوى عن حقنا الذي هو ليس تجمّلاً من أحد".
من ناحيتها، أشارت الناشطة النسوية إسراء العرعير إلى أهمية الممر المائي في التخفيف من الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، خاصة في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري الواصل بين غزة وجمهورية مصر العربية.
وبينت العرعير، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ مجموعة "فلسطينيات ضد الحصار" التي نشأت قبل أربع سنوات، نظمت سلسلة فعاليات ضد الحصار، وطالبت خلالها بضرورة فتح معبر رفح، ونثرت خلال فعالياتها الورود على مياه ميناء غزة تأكيداً على أهمية الممر المائي.
بدورها، أوضحت الناشطة إسراء خليل أن الاحتلال الاسرائيلي مستمر في إغلاق ميناء غزة في وجه الفلسطينيين، بعد أن أغلق كل المعابر في وجه العمال والطلاب والمرضى والمسافرين، لافتة إلى أن الممر المائي سيحرر أهالي غزة من الحاجة.
ودعت خليل في حديث لـ"العربي الجديد"، حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها والتواصل مع الموانئ التي وافقت على الممر المائي، والأمم المتحدة إلى توفير الدعم اللازم لافتتاحه، مطالبة دول العالم بالضغط على إسرائيل من أجل إنهاء حصار غزة.