يواجه مستشفى في العاصمة الليبية طرابلس صعوبة كبيرة في علاج الأطفال المصابين بالسرطان بسبب نقص العقاقير والأجهزة وغياب التمويل.
ويعتمد قسم أمراض الدم وأورام الأطفال بمركز طرابلس الطبي اعتماداً كبيراً في العلاج الذي يقدمه للأطفال المرضى على عقاقير تتبرع بها منظمات خيرية غير حكومية أو تشتريها الأسر.
وقال عمر النفاتي والد الصبي المريض مرتضى "الحكومة الأولى مثل الحكومة الثانية. كلهم صفر". حتى أثاث قسم أمراض الدم أصبح قديماً، وعلا الصدأ الكثير من أسرّة المرضى. كما يعاني القسم أيضاً نقصاً شديداً في الأجهزة الطبية.
وذكر والد صبي مريض آخر أنه يضطر إلى شراء عقار لعلاج ابنه على نفقته الخاصة. وقال الأب "الإمكانات صفر. ليس لديهم شيء. لا جهاز ولا كيماوي. ولا حتى بنك دم".
وتتولى منظمة حقوق أطفال الأورام الخيرية غير الحكومية جمع تبرعات للأطفال المرضى. وذكرت رئيسة المنظمة نجاة قدور، أن حالة بعض الأطفال المرضى تحتاج إلى إجراء جراحات لهم خارج ليبيا لكن السلطات الصحية تتأخر طويلا في الموافقة على تمويل العلاج إلى أن يتوفى المريض أحياناً.
وقالت قدور "بالنسبة إلى ملفات المرضى والمشاكل التي تواجههم، هم يقدمون التقرير إلى اللجنة الطبية. لكن اللجنة الطبية تتعطل عاماً أو عامين لنقص التمويل، وبالتالي يزيد المرض على المصابين وغالباً يتوفى معظمهم".
وأطلقت منظمة حقوق أطفال الأورام حملة لجمع تبرعات لطفلة صغيرة تدعى إشراق بالخير مصابة بنوع نادر من السرطان. ويشارك أطفال مرضى في حملة جمع التبرعات لتمويل إجراء جراحة دقيقة للطفلة إشراق خارج ليبيا.
وقال جدّ الطفلة محمد بالخير "قدمنا للصحة طلباً لعلاجها في الخارج فردوا بعدم وجود مخصصات مالية. واضطررنا إلى اللجوء إلى حملة تبرعات بمساهمة أطفال الأورام".
وتبذل الحكومة الليبية المؤقتة جهوداً لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين بعد الفوضى التي سادت ليبيا في أعقاب إطاحة معمر القذافي عام 2011.