أعلى مستوى للإسترليني من 16 شهراً..وضعف الدولار يُحّير الوسطاء

واصل الجنيه الاسترليني تحليقه عالياً في سوق الصرف العالمي بلندن فيما واصل الدولار انخفاضه. واقترب الجنيه الاسترليني من حاجز 1.7 دولار لأول مرة خلال تعاملات الاسبوع الاول من الشهر الجاري، حيث بلغ 1.6996 دولار. وهذا أعلى سعر للعملة البريطانية منذ 16 شهراً.

وإذا كانت أسباب ارتفاع الجنيه الاسترليني معروفة لدى وسطاء أسعار الصرف في لندن، فإن أسباب انخفاض الدولار يبدو أنها غير مبررة، ومحيرة للكثير من المتعاملين في سوق الصرف. فالعوامل الفنية ومؤشرات الاقتصاد الكلي تدعم سعر صرف العملة الخضراء، ولكن ما يحدث العكس.

وقالت رئيسة مصرف الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الاميركي"جانيت يللين فى وقت سابق إنها مستمرة في سياسة خفض " التحفيز الكمي" وربما بمقدار 10 مليارات دولار شهرياً. كما أن عدداً من أعضاء اللجنة النقدية في مصرف الاحتياط الفيدرالي، ذكروا أن البنك يتجه نحو رفع سعر الفائدة على الدولار وربما بنهاية العام المقبل.

وتبلغ الفائدة على الدولار حالياً 0.25%. وقد واصل بنك الاحتياط الفدرالي هذه السياسة منذ بداية الأزمة المالية العالمية في العام 2008، ضمن مساعيه لاخراج الاقتصاد الأميركي من أسوأ ركود تعرض له في تاريخه القريب.

وعلى صعيد الجنيه الاسترليني، يقول خبراء نقد ووسطاء في لندن إن قوة الاسترليني تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي:

- أولا: مؤشرات الاقتصاد الكلي التي تكتسب قوة كل شهر، حيث يواصل الاقتصاد البريطاني النمو بمعدل أعلى من الاقتصادات الاوروبية واقتصادات مجموعة السبع الصناعية.
كما أن معدلات البطالة تواصل الانخفاض شهرياً مستفيدة من النمو القوي في الوظائف المالية وقطاع الخدمات. ويذكر أن معدل البطالة في بريطانيا انخفض إلى 6.8% خلال الربع الاول من العام.

- أما العامل الثاني: فيتمثل فى الطلب القوي على الاسترليني من التدفقات الأوروبية على حي المال البريطاني. وتزداد هذه التدفقات وسط طلب قوي من الاجانب على قطاع العقارات الفاخرة.

- ثالثاً: تشير التوقعات في حي المال البريطاني إلى البنك المركزي البريطاني "بنك انجلترا" سيعمل على رفع الفائدة خلال العام المقبل.

وحسب المحللين فإن هذه العوامل الرئيسية رفعت سعر صرف الاسترليني أمام 13 عملة من بين العملات الـ 16 التي تصنع سوق الصرف العالمي. وكان أكبر ارتفاع للاسترليني مقابل اليورو ثم الدولار.