قد تثير الأعياد في النفوس الحزينة، المزيد من الأسى، حين تحلّ في ظلّ غياب الأحبّة. بعضهم رحل من دون رجعة وآخرون حكمت عليهم الظروف بالفراق لأسباب عديدة. لذلك يحاول البعض الابتعاد عن الفرح، في الوقت الذي تكتسح فيه مظاهر العيد من زينة وأضواء، الشوارع والساحات.
في هذا الشأن، تلفت الأستاذة في جامعة نورثرن إلينوي، الدكتورة سوزان ديجز، إنّها اطلعت على دراسة تشير إلى الأثر الإيجابي للزينة على مزاج الناس، فأجرت استطلاعاً توافق مع هذه النتيجة، وتوصلت بموجبه إلى أن "الأشخاص الذين يزينون منازلهم من الخارج، يبدون أكثر ودية بنظر جيرانهم، كما أنّ المارّة يشعرون بالراحة بمجرّد رؤية تلك الزينة".
من جهته، يقول إيدي (14 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إنّ حياته انقلبت رأساً على عقب منذ رحيل والده عن المنزل. يشرح: "كان أبي هو الذي يبعث الفرح في قلوبنا، وكنّا نزيّن معه المنزل بسعادة كبيرة. كنت أنتظر عيد الميلاد بفارغ الصبر، أمّا اليوم فأنا أفكّر كيف سيعيّد أبي بعيداً عنّا". لكنّ والدته تؤكد أنّها ستزيّن منزلها من أجل طفلها الصغير الذي لم يتجاوز السادسة من العمر، بعد أن كتب رسالة في المدرسة يدعو فيها والده إلى العودة للاحتفال معه بالعيد. تقول الوالدة: "لن أدع الحزن يخيّم على منزلي. سأحاول أن أدخل البهجة إلى نفوس ولديّ".
في السياق نفسه، يقول آدم (72 عاماً) وهو لاجىء في لندن، إنّ "عيد الميلاد هو ذكرى مجيدة مستمرّة، لا يمكن تجاهلها مهما كان حجم ما يتعرّض له الشخص". ويذكر أنّه حين توفي أخوه لم يحرم أبناءه من الاستمتاع بهذه المناسبة على الرّغم من الغصّة. يتابع: "لن أرقص وأغني، لأنّ في النفس حزناً عميقاً. لكن مهما تعرّضت من خسائر لا يمكنك التغاضي عن مناسبة جميلة مثل عيد الميلاد". يضيف: "سأزيّن هذا العام أيضاً على الرّغم من غياب إبني البكر. سأحتفل لأجله كما احتفلت بحضوره". أمّا زوجته نهى (61 عاماً)، فتقول إنّها عادة من يهتم بتزيين المنزل، لكنّها ليست متحمسة للقيام بأي شيء هذا العام. ومع أنها توافق على حديث زوجها لكن سرعان ما يطفو الحزن على محيّاها مجدّداً، لتتابع: "قد نضع القليل من الزينة في الخارج. غياب إبني يحرق قلبي. كيف لي أن أحتفل وأنا أعرف أنّه سيعيّد بعيداً؟". تضيف: "على مرّ السنين، وعلى الرّغم من كل الصعوبات التي واجهتها في حياتي، لم أستسلم للحزن، وكنت دائماً أستقبل الأعياد بفرحة، لكن البعد لا بد وأن يترك أثره".
اقــرأ أيضاً
في هذا الشأن، تلفت الأستاذة في جامعة نورثرن إلينوي، الدكتورة سوزان ديجز، إنّها اطلعت على دراسة تشير إلى الأثر الإيجابي للزينة على مزاج الناس، فأجرت استطلاعاً توافق مع هذه النتيجة، وتوصلت بموجبه إلى أن "الأشخاص الذين يزينون منازلهم من الخارج، يبدون أكثر ودية بنظر جيرانهم، كما أنّ المارّة يشعرون بالراحة بمجرّد رؤية تلك الزينة".
من جهته، يقول إيدي (14 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إنّ حياته انقلبت رأساً على عقب منذ رحيل والده عن المنزل. يشرح: "كان أبي هو الذي يبعث الفرح في قلوبنا، وكنّا نزيّن معه المنزل بسعادة كبيرة. كنت أنتظر عيد الميلاد بفارغ الصبر، أمّا اليوم فأنا أفكّر كيف سيعيّد أبي بعيداً عنّا". لكنّ والدته تؤكد أنّها ستزيّن منزلها من أجل طفلها الصغير الذي لم يتجاوز السادسة من العمر، بعد أن كتب رسالة في المدرسة يدعو فيها والده إلى العودة للاحتفال معه بالعيد. تقول الوالدة: "لن أدع الحزن يخيّم على منزلي. سأحاول أن أدخل البهجة إلى نفوس ولديّ".
في السياق نفسه، يقول آدم (72 عاماً) وهو لاجىء في لندن، إنّ "عيد الميلاد هو ذكرى مجيدة مستمرّة، لا يمكن تجاهلها مهما كان حجم ما يتعرّض له الشخص". ويذكر أنّه حين توفي أخوه لم يحرم أبناءه من الاستمتاع بهذه المناسبة على الرّغم من الغصّة. يتابع: "لن أرقص وأغني، لأنّ في النفس حزناً عميقاً. لكن مهما تعرّضت من خسائر لا يمكنك التغاضي عن مناسبة جميلة مثل عيد الميلاد". يضيف: "سأزيّن هذا العام أيضاً على الرّغم من غياب إبني البكر. سأحتفل لأجله كما احتفلت بحضوره". أمّا زوجته نهى (61 عاماً)، فتقول إنّها عادة من يهتم بتزيين المنزل، لكنّها ليست متحمسة للقيام بأي شيء هذا العام. ومع أنها توافق على حديث زوجها لكن سرعان ما يطفو الحزن على محيّاها مجدّداً، لتتابع: "قد نضع القليل من الزينة في الخارج. غياب إبني يحرق قلبي. كيف لي أن أحتفل وأنا أعرف أنّه سيعيّد بعيداً؟". تضيف: "على مرّ السنين، وعلى الرّغم من كل الصعوبات التي واجهتها في حياتي، لم أستسلم للحزن، وكنت دائماً أستقبل الأعياد بفرحة، لكن البعد لا بد وأن يترك أثره".