أغان منفردة في رأس السنة

ونظرة سريعة على الإنتاجات الجديدة، نلاحظ أن الأغنية اللبنانية غائبة بشكل كامل عن موسم أعياد رأس السنة؛ وقد يعود السبب في ذلك إلى الظروف السياسية التي يعيشها الشارع اللبناني منذ انطلاقة الحراك الثوري يوم 17 تشرين الأوّل. فلم يصدر أي فنان لبناني أغاني جديدة في الأيام الأخيرة من 2019 وبداية سنة 2020، باستثناء راغب علامة، الذي أصدر أغنية "كان غيرك أشطر" باللهجة الخليجية. وقد كان للأغنية الخليجية نصيبٌ في موسم رأس السنة، من خلال العديد من الأغاني المنفردة التي أصدرها نجوم من بلاد الخليج العربي، أبرزهم: راشد الماجد وحسين الجسمي.

وأما نصيب الأسد في موسم أعياد رأس السنة، فكان من نصيب الفنانين المصريين، والذين أصدروا عشرات الأغاني الجديدة، معظمها من أغاني المهرجانات، أبرزها، مثلاً، أغنية حمو بيكا التي أصدرها بالشراكة مع فيلو "أنت خصمي ولا مني"، وأغنية أوكا وأورتيجا "اصحي يا منطقة"، بالإضافة إلى أغنية "رايحين نسهر - BUM BUM" التي أطلقها النجم محمد رمضان، والذي باتت أغانيه تتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي.




وأما مفاجأة رأس السنة على غرار هذا النمط الفني، فكانت من خلال أغنيتين: الأولى "سالمونيلا" التي أصدرها اليوتيوبر المصري تميم يونس، في اليوم الأول من السنة الجديدة. وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول الأغنية بوصفها تحرِّضُ على العنف، ورغم أنَّ يونس لم يسبق له أن أصدر من قبل سوى أغنية واحدة "أنتي أي كلام"، إلا أنه تمكن بالأغنية الجديدة أن يخطف كل الأضواء. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الكليب الخاص بالأغنية، والذي ظهر طريفاً وإبداعياً وغريباً في الوقت ذاته؛ فكليب يونس هو أول كليب يُصوَّر في العالم العربي بشكل طولي، وتمكن من استثمار هذا الكادر الطولي ليصنع فيديو طريفا يضم عدداً كبيراً من الراقصين والمؤدين، والذين تميزوا بجودة الأداء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأغنية بدت متقنة للغاية رغم الجدل حول محتواها. وأما الأغنية الثانية، فهي أغنية "مامي كوسا" لأحمد سعد، والذي تعاون فيها مع الموزع حسن الشافعي، إذْ تمكن الشافعي من ترك بصمته الخاصة، فدمج موسيقى المهرجانات مع موسيقى البوب مع التقاسيم الشرقيَّة.



وكذلك، فإن العديد من النجوم المصريين أصدروا أغاني منفردة جديدة في نهاية 2019، أبرزهم: محمد حماقي الذي طرح أغنية "تعرف بحبك ليه"، وحكيم الذي طرح أغنية "رقصوني"، وحمادة هلال الذي طرح أغنية "أوه لا لا"، والتي تميزت بفيديو الكليب الخاص بها، إذْ استخدم فيه تقنيات "الأنيميشن"، إضافة إلى الإيقاع السريع والراقص، ليتابع هلال بأغنيته الجديدة الخط الفني الذي رسمه لنفسه مؤخراً، والذي تألق فيه بالعديد من الأغاني، كأغنية "أشرب شاي"، وانسلخ فيه تماماً عن إصداراته التي اتسمت بالكآبة في بداية الألفية. ومن دول المغرب العربي أيضاً، كان هناك بعض الإصدارات الجديدة التي تزامنت مع احتفالات رأس السنة؛ أبرزها أغنية "هليلة" للنجمة سميرة سعيد؛ فبدت أغنيتها من أكثر الأغاني ملاءمة لهذه المناسبة.