وقال الناطق باسم اللجنة القيادية للأحزب السياسية في أفغانستان، والتي تضم 33 حزبا سياسيا، ويدعى محمد ناطقي، إن "الحكومة الأفغانية همشت دور الأحزاب السياسية، ونحن نعتقد أن الحوار المرتقب فاشل من الآن، ولا جدوى من ورائه".
وأضاف ناطقي، في بيان له، أن "الحكومة إذا كانت تعتقد أنها ستصل إلى أية نتيجة مع طالبان من خلال هذا الفريق فهذا مجرد زعم، بل إن الحركة قد لا تقبل التفاوض مع الفريق أصلا، لأنه ليس أهلا للمهمة الموكولة إليه".
من جهته، أكد حزب نائب الرئيس عبد الرشيد دوستم "جنبش إسلامي" عن خيبة أمله أيضا حيال تعيين الحكومة فريق التفاوض.
وقال الناطق باسم الحزب، البرلماني بشير أحمد تينج، في بيان، إن "هذا الفريق غير مقبول لدى الأحزاب السياسية بأية حال، ونحن نرفضه تماما".
وذكر تينج أن "هذا الفريق لم تشكله الحكومة أصلا، بل شكله الرئيس الأفغاني أشرف غني فقط، لذا فهو غير مقبول حتى من قبل شركاء الرئيس في الحكومة"، مشيرا إلى أن "الرئيس غني لا يهتم بدور الأحزاب السياسية في حرب وسلم أفغانستان".
كما أوضح المتحدث ذاته أن "الأحزاب السياسية كانت تتوقع أن يستشيرها الرئيس لتشكيل الفريق من الأحزاب ومن رموز القبائل، ومن نشطاء المجتمع، لكن مع الأسف شكل الفريق من وجوه غير معروفة، ولا أهمية لها في بلادنا".
كذلك أعلن المجلس الأعلى للمصالحة، في بيان، أن الحكومة الأفغانية لم تستشر قيادته بشأن فريق التفاوض مع "طالبان".
في المقابل، رد الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، هارون جغانسوري، على ما وصفها بـ"الادعاءات"، وقال إن "الرئيس استشار الأحزاب السياسية وجميع شرائح المجتمع، ولكن تشكيل فريق التفاوض يبقى من اختصاصاته وفق الدستور".
وكان أشرف غني قد أعلن، الأربعاء الماضي، أمام مؤتمر للأمم المتحدة في جينو، عن تشكيل فريق تفاوض مع حركة "طالبان" من 12 عضوا، برئاسة رئيس مكتبه عبد السلام الرحيمي، بهدف "إدماج الحركة في مجتمع ديمقراطي"، بحسب قوله.
وبعد يوم من الإعلان، نشرت الرئاسة، في بيان لها، التفاصيل بشأن أعضاء الفريق، وهم جميعا وجوه غير معروفة بخلاف توقعات الأفغان، إذ توقع مراقبون أن تكون من بين هؤلاء وجوه سياسية و"جهادية" مشهورة، بالإضافة إلى رموز الزعامة القبلية.
كما كان متوقعا أيضا، أن يكون من بين أعضاء الفريق أعضاء قياديون في المجلس الأعلى للمصالحة، ولكن لم يحدث ذلك، ما أثار حفيظة السياسيين.
ويعتبر رئيس فريق التفاوض عبد السلام رحيمي، وهو أيضا رئيس مكتب الرئيس الأفغاني، من الإداريين المشهورين، وله تجربة في الإدارة، حيث شغل مناصب عديدة في حكومة حميد كرزاي السابقة، ومنذ أن تولى الرئيس غني زمام الحكم تولى منصب رئيس مكتبه، كما أنه معروف بعدم انحيازه إلى أي جماعة سياسية أو "جهادية".
ومن أعضاء الفريق المولوي عطاء الله لودين، عضو المجلس الأعلى للمصالحة، ولكن ليس من قادته، وقد شغل سابقا منصب حاكم إقليم ننجرهار في الشرق، وهو قيادي في الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار.
كذلك من أعضاء الفريق وزير التعليم ميرويس بلخي، ووزيرة الإعلام والثقافة حسينة صافي، ونائب وزير التعليم العالي عبد التواب باركزاي، ونائبة وزير شؤون اللاجئين الدكتورة عالمة، ونائب رئيس الاستخبارات الجنرال عباد الله عباد، وعضو البرلمان شاه كل رضائي، وحاكم إقليم بكتيا محمد شميم كتوازي.
كما يضم الفريق القاضي في المحكمة العليا عبد الله عطائي، ورئيس إدارة الثقافة في الخارجية الأفغانية توريالي غياثي، ونائب وزير الحج والأوقاف المولوي عبد الحكيم منيب.