اتهمت أفغانستان، اليوم السبت، الجيش الباكستاني بقصف أراضيها، مهددة بتبني خيار عسكري للرد على الهجمات المتكررة، في حال فشل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها كابول لإقناع إسلام أباد بوقف الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها الأراضي الأفغانية منذ فترة، بالتزامن مع أعمال عنف متفرقة شهدتها الساحة الأفغانية، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من مسلحي "طالبان أفغانستان" وبعض عناصر الأمن الأفغاني.
وأوضح قائد القوات الحدودية الأفغانية، الجنرال محمد أيوب حسن خيل، أن "الجيش الباكستاني لا يزال يقصف المناطق الأفغانية، وأن مناطق واسعة في إقليم كنر الحدودي بين الدولتين تتعرض بشكل يومي لهجمات صاروخية".
وشدد على أن "قوات الحرس الحدودي تنتظر أوامر الحكومة للرد، وأنها ستلجأ إلى الرد العسكري إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة حالياً لوقف تلك الهجمات".
وكان رئيس الحكومة الإقليمية في إقليم كنر الأفغاني، شجاع الملك جلاله، قد أكد أن 156 صاروخاً قد سقطت على مديرية أننجام بإقليم كنر خلال الأيام الماضية، وطالب الحكومة المركزية بأخذ التدابير اللازمة.
من جهة أخرى، أعلنت أجهزة الأمن الأفغانية مقتل 18 مسلحاً في قصف جوي لطائرات القوات الأطلسية المتمركزة في إقليم وردك الأفغاني المجاور للعاصمة كابول.
وقال المتحدث باسم الحكومة المحلية في الإقليم، عطاء الله خوجياني، إن "الطائرات الأطلسية نفذت غارات مكثفة على مواقع المسلحين في منطقتي سيبك وآدم خيل، ما أدى إلى قتل المسلحين وبينهم قائد ميداني في الحركة، وذلك بالإضافة إلى تدمير عدد من مواقع المسلحين في المنطقة".
إلى ذلك، استهدفت عملية انتحارية مقر الأمن في إقليم هلمند، جنوبي البلاد، ما أدى إلى مقتل إثنين من عناصر الشرطة، وإصابة أربعة آخرين بجراح.
وأكد المتحدث باسم أمن الإقليم، فريد أحمد، أن "الانتحاري الذي كان يلبس حزاماً ناسفاً حاول التسلل إلى مقر الأمن، كي يستهدف اجتماعاً لمسؤولي الأمن، كان يعقد داخل المقر وقت الهجوم، لكن قوات الشرطة أطلقت عليه النيران عند البوابة ومنعته من الوصول إلى الهدف".
ويرى المراقبون أن أحداث العنف قد تراجعت نسبياً في أفغانستان منذ عشرة أيام تقريباً، بعد أن أمر الرئيس الأفغاني، أشرف غني أحمد زاي، بإجراء تغيرات جذرية في الخطط الأمنية وفي صفوف المسؤولين الأمنيين.