تقود الفتاة الصغيرة تلك العربة، في إحدى قرى اللاجئين الأفغان، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، هي والصغيرتان الأخريان اللتان ترافقانها من سكّان تلك القرية. هنّ لا يعرفنَ من بلادهنّ أفغانستان إلا اسمها، في حين سمعنَ أخيراً أنّه يتوجّب عليهنّ وعلى عائلاتهنّ مغادرة باكستان، بحلول أواخر شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
مذ أعلنت الحكومة الباكستانية أنّ بقاء اللاجئين الأفغان في باكستان لن يستمرّ سوى شهر واحد، وأنّهم جميعاً غير شرعيين في هذه البلاد، صار هؤلاء يخشون من مستقبل مجهول وسط البرد القارس في أفغانستان، خصوصاً تلاميذ المدارس وأصحاب الأعمال. فترك كل شيء وراءهم أمر صعب للجميع، لكنّ أصحاب الأعمال والتلاميذ سوف يخسرون كثيراً عند تطبيق ذلك القرار.
وقد أتت تصريحات السفير الأفغاني لدى إسلام أباد، الدكتور محمد زاخيلوال، لتزيد من خوف هؤلاء، ومفادها أنّ الحكومة الأفغانية، لا سيّما السفارة لدى باكستان، تعمل بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف إقناع باكستان بمراجعة القرار، إذ إنّه غير قابل للتطبيق في الوقت الراهن، خصوصاً في غياب أيّ تنسيق معهم ومع الأمم المتحدة. لكنّ السفير شجّع، في الوقت نفسه، اللاجئين على العودة. وأوضح زاخيلوال أنّ "قرارات باكستان تأتي متسارعة، لذا نحن نطلب من جميع اللاجئين الاستعداد للرحيل وعدم البقاء في باكستان، حتى لو راجعت هي قرارها الأخير، لأنّ اللاجئين الأفغان ورقة ضغط على الحكومة الأفغانية وقرارات باكستان حيالهم غير ثابتة".