يشرح عبيدي فكرته لـ" العربي الجديد "، قائلا: " أحاول أن أعتمد على الشبكة العنكبوتية للوصول إلى أكبر عدد من الحرفيين وصناع الفخار والزرابي والمنتجات، التي تتعلق بالتراث والتقاليد الجزائرية، لنتوسع ميدانيا، ونتمكن من استقطاب الشباب العاطل عن العمل من جهة، والحفاظ على الزخم التراثي من جهة ثانية".
هذا الشاب، الذي ينتظر نتائج شهادة البكالوريا، يحاول يوميا أن يتواصل مع شباب من خريجي الجامعات الجزائرية الذين يعيشون البطالة لإيصال فكرته كمحاولة منه " لدفعهم نحو التفكير في فرص للعمل، في ظل البطالة والفرص القليلة في السوق".
ويوضح المتحدث أنه" تنقل بين مناطق عديدة في الجزائر رغم بعد المسافات" ، إلا أنه يرى أن " مدينة تيميمون ما زالت غائبة عن العالم الخارجي ويعاني شبابها من العزلة واليأس اليومي"، لهذا فكر في طريقة لطرح فكرة الإنتاج التراثي من خلال " شبكة جماعية من مختلف الولايات والتسويق للتراث الجزائري ".
وعلى غرار سفيان حولت الشابة سهيلة انتظارها لمدة أربع سنوات للتوظيف في أي مؤسسة جزائرية إلى فرصة للنجاح. تقول سهيلة بن حمودة لـ" العربي الجديد "، "وفرّت مبلغا محترما لتأجير محل صغير في وسط مدينة البليدة غرب العاصمة الجزائرية، وبدأت بصنع الحلويات التقليدية التي تعرفها المدينة منذ أزيد من قرنين، كما وسعت شغلي في هذه المنطقة التي تتوفر على زخم ثقافي وإرث تاريخي بانضمام فتاتين ومساعدتهما بدورهما على الانخراط في سوق الشغل".
كما أكدت أنها فتحت المجال أمام الكثيرين من المتخرجين من الجامعات للتفكير في أي شيء يمكنه أن يكون مصدرا للرزق، وعدم انتظار الوظيفة التي يمكن أن لا تأتي.
وإذا كان الصيف للكثيرين فصلا للراحة، فإنه عند البعض فرصة لتحسين الدخل أو لإيجاد مدخول في زمن البطالة، يقول السعيد (24 سنة)، الذي تعود على أن يستقبل الصيف بالتوجه إلى الشواطئ لبيع الحلويات والمياه الطبيعية الباردة، فضلا عن بعض المأكولات الخفيفة.
ويضيف لـ" العربي الجديد ": " أي شغل يمكنه أن يكون فاتحة خير على صاحبه"، أما عن حلمه في أن يفتح متجرا كبيرا فإنه لم يفقد الأمل في تحقيقه، خصوصا بعدما لمس "معاناة الآلاف من خريجي الجامعات".
من جهتها تمنح الحكومة الجزائرية لهؤلاء الشباب أصحاب هذه المشاريع قروضا صغيرة من أجل إنجاز أفكارهم ومشاريعهم، ورغم ما يتطلبه القرض من وثائق كثيرة تثقل كاهل الشباب، إلا أنها تبقى أحسن من لا شيء، وقد أسهمت الحكومة في تنفيذ مشاريع أزيد من 150 ألف شخص، أغلبهم شباب، تمكنوا من تدشين مشاريع تجارية وفنية وثقافية وتراثية وخدماتية، وهو ما سيفتح شهية العشرات من الباحثين على تحقيق حلم في المضي فيه.