رغم أن لا شيء واضحًا لغاية الآن بخصوص "إجازة" سفر الروسي كيريل سيريبرينيكوف إلى "كانّ"، لأسبابٍ سياسية متعلّقة بمعارضته نظام فلاديمير بوتين، إلاّ أن فيلمه الأخير "الصيف" (2018) سيُعرض، للمرة الأولى دوليًا، في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018). فالسينمائي الشاب (1969) "مُتّهم" ـ عام 2017 ـ باختلاس أموال لحساب فرقته المسرحية "استديو 7"، تبلغ نحو مليون يورو، بين عامي 2011 و2014، لكن تبيَّن سريعًا أن "الاتهام" سياسي، ما أدّى إلى قيام حالة تضامن معه في مواجهة سلطة قامعة.
وكعادة أفلام المسابقة الرسمية (والمسابقات والبرامج الأخرى) في المهرجان الدولي، لن يُعرف الكثير عن "الصيف"، ولا عن أي فيلم آخر، باستثناء معلومات متفرّقة، تقول إن موضوعه مرتكز على معطيات قليلة وغير معروفة تتعلّق بالسيرة الحياتية لمغنّي الروك "السوفياتي" فكتور تسوي (1962 ـ 1990)، وأن الأحداث الدرامية تجري وقائعها صيف 1981 في لينينغراد. النواة الجوهرية للحبكة الدرامية مبنية على لقاء تسوي الشاب، البالغ حينها 19 عامًا، بمايك نومنكو (26 عامًا) وزوجته ناتاليا. لقاء يؤدّي إلى تأسيس "فرقة روك لينينغراد"، وتسجيل أول ألبوم بعنوان "45" لـ"فرقة كينو".
بالعودة إلى زمن الشيوعية والاتحاد السوفياتي السابق، يُقدِّم "حرب باردة" للبولوني بافل بافليكوفسكي (1957) صورة عن حالة عامة، من خلال حكاية مغنّية (هنا أيضًا) شغوفة بالحياة، وتعيش حبًّا مستحيلاً في زمن مضطرب وقلق ومتوتر. ففي خمسينيات القرن الـ20، كان الخروج من الحرب العالمية الثانية مُثقلاً بخراب كبير في أوروبا، وبرغبة في استعادة نبض الحياة، وبانتقال الحرب إلى صراع قوي بين الغرب والشرق. والمغنية الشابّة تلتقي موسيقيًّا شابًا، وتعيش معه تلك الرغبة العارمة في الخروج من نفق البؤس والتمزّقات، في رحلة بين بولندا الستالينية وباريس "الغجرية".
إلى ذلك، هناك "حرق" للكوري الجنوبي لي شانغ ـ دونغ (1954)، المقتبس عن قصة "حظائر محترقة" للكاتب الياباني هاروكي موراكامي (1949)، صادرة عام 1983: لقاء صدفة يجمع ساعي البريد الشاب جونغْسو بالشابّة هايمي، التي كانت تسكن في الشارع نفسه حيث يُقيم. ذات يوم، تطلب منه الاهتمام بهرٍّ تملكه منذ وقتٍ طويل، لانشغالها بسفرٍ إلى أفريقيا. ثم تعود إلى بيتها رفقة شابٍ يُدعى بَنْ، تجعله يتعرّف إلى جونغْسو. لكن الشاب الغريب والغامض يحمل ماضيًا خفيًا ومليئًا بالأسرار والمخاوف، التي تبدأ ـ شيئًا فشيئًا ـ بالظهور بأساليب مختلفة ومثيرة للقلق.
من جهته، يُشارك الياباني هيروكازو كوري ـ إيدا (1962) في المسابقة الرسمية بجديده "عائلة السرقة" (أو "قضية عائلية" بحسب الترجمة الفرنسية): بعد عودتهما من عملية سرقة، يلتقي أوسامو وابنه فتاة صغيرة في الشارع تبدو كأنها تائهة، فيأخدانها معهما إلى منزلهما. لكن زوجة أوسامو تقلق من إيواء "غريبة"، قبل أن توافق على ذلك، وتبدأ الاهتمام بها ورعايتها، بعد معرفتها بسوء معاملة والديها لها. ورغم أن عائلة أوسامو تعاني فقرًا وحياة رتيبة، إلا أن أفرادها، المتورّطين في سرقات مختلفة من أجل لقمة العيش، يعرفون سعادة خاصّة بهم، قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة "تحدٍّ كبير"، يقلب حياتهم كلّها رأسًا على عقب.
الياباني الثاني المُشارك في المسابقة نفسها هو ريوسوكي هاماغوشي (1978)، الذي يُقدِّم "حتى لو توقّفْتَ عني": عندما تفقد حبّها الكبير، تُصاب أساكو بذهولٍ شديد. بعد عامين، تلتقي فتاة تُشبهها بشكل لا يُصدَّق، فترتبك إزاء هذه الصدفة الغريبة، قبل أن تكتشف حقائق عديدة مخبّأة خلف هذا التشابه، خصوصًا أن هناك شخصًا آخر سيظهر، ويمتلك شخصية غريبة جدًا.
من جهته، يعود الصيني جيا زهانغكي (1970) ـ في "الأبديون" ـ إلى عام 2001، ليروي حكايات حبّ وعلاقات متوترة في عالم الجريمة والعنف، في مدينة "داتونغ". لكن السجن سيكون تحوّلاً في مسار التفاصيل المختلفة الناشئة بين أناس منضوين في منظمة إجرامية واحدة، وسيؤدّي إلى تبدّلات كبيرة في يوميات الجميع.