حذّرت هيئة مستشفى الثورة العام في تعز من الخطورة المترتّبة عن توقّف العمل في المستشفى، على خلفيّة المشاكل والصعوبات التي تواجهها والتي عجزت عن توفير حلول لها خلال الأشهر الماضية.
ويؤكّد القائم بأعمال رئيس هيئة المستشفى، الدكتور عبدالباسط سلام، لـ "العربي الجديد"، أنّ الأمر قد ينتهي بتوقّف نشاط المستشفى، وتعليق خدماته للمواطنين.
انقطاع الكهرباء، من المشكلات الأساسية بحسب سلام، "وهذا يتطلب إيجاد حلول سريعة واستثنائية، فالمولد الكهربائي الخاص بالمستشفى، أصيب بعطل بسبب التمديدات العشوائية إلى الحارات والمناطق المجاورة بقوة السلاح".
ولأنّ "لا إمكانات لإصلاحه"، اضطرت إدارة المستشفى إلى استخدام مولّد كهربائي خاص بمركز الأطراف الصناعية، لكن، "بسبب الضغط الكبير عليه، هو غير قادر على تحمّل تشغيل المستشفى الذي يتطلّب طاقة كهربائية كبيرة". كذلك لا يستطيع المستشفى ضمان الاستمرار في توفير المياه، ويربط سلام الأمر بحاجته إلى "ما بين ثمانية وعشرة صهاريج يومياً، وهذا ما يولّد خوفاً من عدم القدرة على توفير ثمنها مستقبلاً".
من جهة أخرى، يواجه مستشفى الثورة العام مشكلة عدم توفّر مرتّبات الأطباء والممرّضين الذين تعاقد معهم خلال الفترة الماضية.
ويوضح سلام "لم نستطع، حتى هذه اللحظة، دفع المستحقات المالية المتراكمة لشهرَي يونيو/ حزيران الماضي، ويوليو/ تموز الجاري. ميزانية المستشفى لا تسمح بذلك، لا سيما مع غياب المانحين، وهو ما قد يدفع الفريق الطبّي إلى مغادرته، فيغلق بالتالي أبوابه أمام المرضى".
ويلفت إلى أنّ "أكثر من 85 في المائة من أطباء مدينة تعز غادروها بسبب الحرب، الأمر الذي قد يتسبب في وقوع كارثة إنسانية كبيرة، فمستشفى الثورة في تعز يغطّي نحو 50 في المائة من الخدمات الطبية للمدينة المحاصرة".
كما يشير إلى عدم توفّر بعض الأجهزة الطبية، كعائق إضافي أمام عمل الأطباء الذين يحرصون على تقديم خدمات طبية متكاملة، فيما يتمنّى "فتح قسم لجراحة العظام وتفعيل بعض أقسام المستشفى بطريقة أفضل مثل الأطراف الصناعية والنساء والولادة".
أما بالنسبة إلى الأوكسجين، فيقول، إنّ "المستشفى حصل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على أربعة آلاف و500 أسطوانة، وصلت منها، حتى اليوم، نحو 350"، فيما يحاولون نقل الأخرى من مدينة عدن (جنوب) عبر طرقات فرعية بسبب الحصار. وفي حين يعلن سلام أنّ المرحلة الثانية من دعم دولة قطر انتهت في 31 مايو/ أيار الماضي، يكشف عن وعود باستئناف المرحلة الثالثة من الدعم، خلال الأيام القليلة المقبلة.
في سياق متصل، يشيد بدور منظمة "أطباء بلا حدود" "الوحيدة التي دعمت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كادر قسم الإسعاف في مركز الطوارئ الجراحي، وأمنت مرتبات شهرية لـ 32 موظفاً بالإضافة إلى توفير بعض المستلزمات الطبية وأربعة آلاف لتر من الديزل و60 أسطوانة أكسجين شهرياً، وكذلك سيارة إسعاف".
وفي ظلّ هذا الوضع المتدهور، يناشد "الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي، العمل على إخراج المستشفى من أزماته للحدّ من انهياره فيتمكّن من الاستمرار في تقديم خدماته". ويشدّد على ضرورة أن يتحوّل الدعم المقدّم لأكبر مستشفيات تعز دائماً".