بعد حوادث موسم الحج، انضافت إلى الصور "الداعشية" الصادمة والمتكررة، صور جديدة إلى مجموعة صور الإسلام المتداولة.
بات الأمر يشكّل، بفعل التراكم، ألبوماً بما توحيه كلمة ألبوم من سياق، حيث تتقاطع هذه الصور في نقاط فتحيل إلى رؤية ما. ألبومٌ يمكن عنونته لدى متشبّث ببراءة الإسلام بأنه ألبوم "إسلام مُشوّه"، كما يمكن أن يحصره آخر، تغيب عنه خلفياتٌ ليس مُجبراً على تجميعها في ذهنه، بكونه "ألبوم الإسلام" وكفى.
عند تفسير ما حصل في الحج (قراءة الصور) طغى التوظيف، فاستطاع السعوديون اتهام الحوثيين، واستطاع الإيرانيون اتهام السعوديين بالعجز عن تنظيم الحج، كما باتت شعائر الحج موضع سؤال لدى آخرين، وقال طيف إن "لا ذنب للإسلام في ما اقترفه المسلمون"، وبعض أصرّ على المؤامرة كتفسير. كل شيء ممكن، فالصورة منصّة إطلاق لأية قراءة.
بتراكم الصور هذا، وقراءتها على مستوى موسّع من الانتشار عبر الافتراضي، وكأن بعداً جديداً ينضاف إلى أطروحة إدوارد سعيد عن "تغطية الإسلام" (1981) التي أكد فيها أن صورة الإسلام التي تصل إلى العالم ليست الصورة التي ينتجها المسلمون، ولو أنتجوها بشكل عيني، وإنما هي الصورة التي ينتظرها المركز الغربي ويستهلكها.
سؤال اليوم، كيف نستهلك نحن، عرباً ومسلمين، صورنا؟ كيف نقرؤها، وهل توجد أدوات استقراء غير تلك التي تتيحها علوم الغرب؟ أي قراءة يمكن أن تبلغ ما وراء أكداس من الصور والإحالات.