يبدو رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود البارزاني، مندفعا إلى حد كبير للانضواء ضمن تحالف الكتلة الأكبر الذي سيشكل الحكومة العراقية الجديدة، وفي الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات بين حزب البارزاني و"ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، إلى مراحل متقدمة، تؤكد مصادر سياسية أن حزب البارزاني لا يمانع التحالف مع "سائرون" في حال تمكن من تشكيل تحالف الكتلة الأكبر.
وأكد مصدر سياسي مقرب من "الديمقراطي الكردستاني" أن الحزب لم يحسم قراره إلى غاية الآن بشأن تحالفاته المستقبلية، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أن حراك القوى السياسية في بغداد هو الذي سيحدد ذلك.
وأضاف "لا يمكن للحزب الديمقراطي الكردستاني أن يتحالف مع كتلة قد تخسر رهان الكتلة الأكبر"، موضحا أن "الحزب سيكون قريبا من المالكي في حال تمكن من تشكيل تحالف كبير يكسبه لقب الكتلة الأكبر برلمانيا".
وتابع "إلا أن هذا لا يعني وجود احتمالات أخرى لتحالف حزب البارزاني مع سائرون إذا تمكن التيار الصدري من تشكيل الكتلة الأكبر"، مؤكدا أن "الحزب سيبني تحالفاته على أساس التنازلات التي ستقدمها كل كتلة من كتل بغداد السياسية".
وأشار إلى أن التحفظ الوحيد للحزب هو على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وتحالفه "النصر" بسبب دخول القوات العراقية إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، موضحا أن الحزب قد يتخلى عن تحفظه على العبادي في حال حصل على تعهدات من بغداد بتحقيق شروطه، وأبرزها تطبيق المادة 140 من الدستور، وتطبيع الأوضاع في كركوك، والسماح لقوات البيشمركة الكردية بالعودة إلى المناطق المتنازع عليها.
ورغم مرور قرابة شهر على إجراء الانتخابات العراقية، لا تزال الفوضى تعم الساحة السياسية، حيث لم يتم التصديق على نتائج الانتخابات بسبب الطعون والشكاوى المقدمة حولها من كتل سياسية تؤكد وجود تلاعب وتزوير بالنتائج الانتخابية، فضلا عن استمرار حالة عدم التوافق بين الكتل السياسية المختلفة للوصول إلى التحالفات المطلوبة لتشكيل البرلمان العراقي كما ينص عليه الدستور.
ويرى المحلل السياسي العراقي، علي البدري، أن "ائتلاف دولة القانون" يراهن على كسب ود الأحزاب الكردية من أجل تشكيل جبهة مناوئة للتحالف المزمع عقده بين "سائرون" و"النصر"، وتيارات أخرى من أجل تشكيل الكتلة الأكبر القادرة على ترشيح رئيس الوزراء الجديد.
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المالكي يعتمد بشكل مباشر على الدعم الإيراني للخط الذي يسلكه مع تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، الممثل السياسي عن "الحشد الشعبي"، لافتا إلى أن استمالة الكرد ستكون وفقا لمصالحهم دون النظر إلى العداء السابق بينهم وبين المالكي و"الحشد الشعبي".