ونقلت الصحيفة عن مصدر كردي مطلع قوله، إنه تعذر تحقيق هذه الفكرة في وقت سابق نظرا لـ"بعض المشكلات الفنية"، وأكد المصدر أن "الجانب الروسي لم يضع أية عراقيل".
وقد يجري بحث هذه المسألة خلال المشاورات التي ستعقدها قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وعلى رأسهم آسيا عبد الله، الرئيسة المشتركة للحزب، بوزارة الخارجية الروسية غدا الأربعاء.
إلا أن مصادر الصحيفة بوزارة الخارجية الروسية لم تؤكد المعلومات حول فتح مكتب تمثيل أكراد سورية في روسيا، بينما أوضح مصدر دبلوماسي تركي لـ"كوميرسانت" أن أنقرة ستعارض هذه الفكرة بشدة.
ويرى آمور غادجييف، الباحث في الشؤون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن جهود أكراد سورية الرامية إلى تأسيس مكتب تمثيل في روسيا بهدف التنسيق السياسي المباشر لمكافحة "الدولة الإسلامية"، قد تنجح.
ويقول غادجييف لـ"العربي الجديد" إن "الأكراد أثبتوا خلال المعارك في كوباني أنهم قوة قادرة على مواجهة إرهابيي "الدولة الإسلامية"، وتسيطر القوات الكردية حاليا على عدد من المواقع الاستراتيجية في سورية.
وأشار إلى أن روسيا تتفهم جيدا مخاوف أنقرة من تعزيز حزب العمال الكردستاني مواقعه في تركيا. ويضيف: "تعمل موسكو وأنقرة على مستوى سياسي حاليا، على فكرة إنشاء مركز تنسيق مكافحة الإرهاب، وفي إطار هذه الآلية، قد يتم تحديد الشكل المناسب لتمثيل الأكراد في روسيا".
ومنذ بدء التدخل الروسي المباشر في سورية في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، ازدادت حدة التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة لاسيما بعد انتهاك الطيران الروسي المجال الجوي التركي. كما حذرت تركيا كلا من روسيا والولايات المتحدة من التعاون مع أكراد سورية، وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي في تركيا.
إلا أن السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف أشار في حديث لوكالة "نوفوستي" قبل أيام إلى أن "روسيا ومجلس الأمن الدولي لا يعتبران حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أن روسيا لا تزود الأكراد السوريين بالسلاح، بل هناك اتصالات سياسية فقط.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا خلال زيارته إلى الدوحة في مطلع أغسطس/آب الماضي، إلى تشكيل تحالف يضم أولئك الذين "يواجهون خطر الإرهاب بالسلاح على الأرض، أي الجيشين السوري والعراقي، والأكراد".