أكراد سورية نحو فتح مكتب تمثيل في روسيا

20 أكتوبر 2015
الخطوة يتوقع أن تثير انزعاج أنقرة (فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن إقليم "كردستان سورية" قد يفتح مكتب تمثيل رسمي في روسيا بهدف ‏تعزيز التعاون بين موسكو والأكراد في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش").‏


ونقلت الصحيفة عن مصدر كردي مطلع قوله، إنه تعذر تحقيق هذه الفكرة في وقت سابق نظرا لـ"بعض المشكلات الفنية"، وأكد ‏المصدر أن "الجانب الروسي لم يضع أية عراقيل".‏

وقد يجري بحث هذه المسألة خلال المشاورات التي ستعقدها قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وعلى رأسهم ‏آسيا عبد الله، الرئيسة المشتركة للحزب، بوزارة الخارجية الروسية غدا الأربعاء.‏

إلا أن مصادر الصحيفة بوزارة الخارجية الروسية لم تؤكد المعلومات حول فتح مكتب تمثيل أكراد سورية في روسيا، بينما ‏أوضح مصدر دبلوماسي تركي لـ"كوميرسانت" أن أنقرة ستعارض هذه الفكرة بشدة.‏

ويرى آمور غادجييف، الباحث في الشؤون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن جهود أكراد سورية ‏الرامية إلى تأسيس مكتب تمثيل في روسيا بهدف التنسيق السياسي المباشر لمكافحة "الدولة الإسلامية"، قد تنجح.‏

ويقول غادجييف لـ"العربي الجديد" إن "الأكراد أثبتوا خلال المعارك في كوباني أنهم قوة قادرة على مواجهة إرهابيي "الدولة ‏الإسلامية"، وتسيطر القوات الكردية حاليا على عدد من المواقع الاستراتيجية في سورية.‏

وأشار إلى أن روسيا تتفهم جيدا مخاوف أنقرة من تعزيز حزب العمال الكردستاني مواقعه في تركيا. ويضيف: "تعمل موسكو ‏وأنقرة على مستوى سياسي حاليا، على فكرة إنشاء مركز تنسيق مكافحة الإرهاب، وفي إطار هذه الآلية، قد يتم تحديد الشكل ‏المناسب لتمثيل الأكراد في روسيا".‏

ومنذ بدء التدخل الروسي المباشر في سورية في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، ازدادت حدة التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة ‏لاسيما بعد انتهاك الطيران الروسي المجال الجوي التركي. كما حذرت تركيا كلا من روسيا والولايات المتحدة من التعاون مع ‏أكراد سورية، وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي ‏في تركيا.‏

إلا أن السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف أشار في حديث لوكالة "نوفوستي" قبل أيام إلى أن "روسيا ومجلس الأمن الدولي ‏لا يعتبران حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أن روسيا لا ‏تزود الأكراد السوريين بالسلاح، بل هناك اتصالات سياسية فقط.‏

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا خلال زيارته إلى الدوحة في مطلع أغسطس/آب الماضي، إلى تشكيل ‏تحالف يضم أولئك الذين "يواجهون خطر الإرهاب بالسلاح على الأرض، أي الجيشين السوري والعراقي، والأكراد".‏