يراهن الموسيقيّ الفلسطينيّ أكرم عبد الفتاح على الموسيقى الآلاتية كخيار فني؛ رغم إدراكه التام لـ"هيمنة صوت المغني على الموسيقى العربية منذ أيام عبده الحمولي... إلى جانب هيمنة الموسيقى التجارية اليوم" كما يقول في حديثه لـ "العربي الجديد"، بمناسبة إطلاقه ألبوماً من تأليفه وتوزيعه بعنوان "جَوَى".
الإصدار الذي يمكن اعتباره الأول لعبد الفتاح بعد أن شارك في أعمال مع موسيقيين آخرين في السنوات الماضية؛ يحمل ملامح تعايش أساليب موسيقية شرقية مختلفة؛ هنديّة وتركيّة وفارسيّة إلى جانب الإرث الموسيقي العربي، حيث تبرز هذه التوليفة بحسّ وأسلوب حديثين.
يضمّ "جَوَى" عشر مقطوعات تدمج بين هذه العوالم الشرقية المتنوعة مع شيء من أساليب موسيقى الجاز والبوب وآلاتِها، يشعر المستمع إزاءها بأنه يسمع صوتاً جديداً. يقول عبد الفتاح إن منطلق أعمال هذا الألبوم هو التمظهرات المختلفة لفكرة الحب في تنوّعها وتعددها، وأيضاً في تقلّباتها. كل ذلك في سبيل رسم معالم طريق روحي يحمل الرسالة الكونية للموسيقى كما يراها الفنان؛ مع وعيه بالطبع لحراجة اللحظة التي يعيشها الشعب الفلسطيني على مستوى قضيته ومجتمعه وثقافته وفنّه أيضاً.
سيقدّم عبد الفتاح عرض "جَوَى" في ثلاث مدن فلسطينية؛ في رام الله مساء يوم 30 آذار/ مارس الجاري في قاعة "الإغاثة الطبية"، وفي يوم 31 منه، في حيفا بـ"قاعة كريغر"، على أن يكون ختام الجولة في النّاصرة مساء الثاني من نيسان/ أبريل المقبل في "سينمانا".
وفي حين يعزف أكرم عبد الفتّاح على الكمان، يرافقه في العرض كلّ من: إميل بشارة (عود)، وخليل خوري (قانون)، وأكرم حدّاد (بيانو)، وسهيل كنعان (تشيلو)، وكارل سفنسون (غيتار)، ومعن الغول (إيقاعات)، وإيهاب دروبي (باص)، وبيير اندرش سكيت (درمز) وسماح مصطفى (غناء).
في "جَوى" - الذي صدر عام 2016 وتأخرت جولة إطلاقه إلى هذا الشهر - يبدو أكرم عبد الفتاح كأنما يؤكد رهانه على الموسيقى التي تستجيب لشرطها الإبداعي، حتى وإن جاء معاكساً للظروف وفي طليعتها "السوق الفني" الموجّه لصالح ما يخدم "قوانيه". لكن لـ"جوى" الفن منطق ورهانات أيضاً.