عند السعي إلى التخفيف من آثار تغيّر المناخ أو لدى التعامل مع تهديد الكوارث الطبيعية وآثارها، لا يعتقد كثيرون أنّ هناك دوراً للعب والمرح في ذلك. لكنّ مصمم ألعاب تايلاندياً ابتكر مجموعة ألعاب تهدف إلى مساعدة المجتمعات المحلية، بل وتغيير العالم بحسب موقع "آسيا كولينغ".
في ورشة عمل في مهرجان بالي الإندونيسي، يقول المصمم بانيدا تانشاروين إنّ ألعابه تساعد المشاركين في التعامل مع الكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير وموجات تسونامي. يعتبر أنّ المعرفة الفضلى والتعليم الأمثل يجب أن يأتيا عن طريق التسلية والمرح: "عندما يسمع الناس كلمة لعبة أو ألعاب، فإنّها تثير فيهم نوعاً من المرح التلقائي والمتعة اللذين يجعلان عقولهم مفتوحة لتمرير الرسائل المهمة واكتساب المعلومات الأساسية".
تترافق تصميمات تانشاروين مع خطة واسعة تشمل ورش عمل في المجتمعات المحلية في عدد من بلدان جنوب شرق آسيا خصوصاً الفيليبين وتايلاند وإندونيسيا واليابان. تعلّم الألعاب المشتركين فيها مجموعة من المهارات الحاسمة في حال وقوع كوارث. وهي مهارات بإمكانها أن تحدث فرقاً واضحاً، أقلّه لإنقاذ الأرواح.
وعلى نسق الألعاب اللوحية التفاعلية التقليدية مثل "مونوبولي" و"ريسك" تركز ألعاب تانشاروين على القضايا الإنسانية والبيئية، فتحاكي كارثة معينة وتجعل المشتركين فيها يجدون الحلول بطرق منطقية. وهو ما يدفع إلى تشجيع المجتمع على اعتبارها أداة تعليمية للكبار والصغار خصوصاً مع مرونتها، إذ "لا بأس أن تخطئ. فالأخطاء جزء أساسي من عملية التعلم".
وبينما يقبل الأطفال أكثر من غيرهم على مثل هذه الألعاب، فإنّ الكبار يتعلمون منهم. تقول إحدى الجدات في الورشة التي نظمها تانشاروين في مهرجان بالي: "لم أكن أعرف أنّ حفيدي ذكي إلى هذا الحدّ. إنّها المرة الأولى التي ألعب فيها معه".
عام 2011، ضرب تسونامي مدينة فوكوشيما اليابانية وتسبّب في كارثة نووية، وعام 2013 ضرب إعصار هايان إقليم تاكلوبان في الفيليبين. الكارثتان اللتان حصدتا عشرات آلاف القتلى وغيرهم من المفقودين والمصابين والمشردين دفعت تانشاروين إلى التفكير بهذه الألعاب، وكلّه أمل في فعل شيء من أجل مثل هؤلاء الناس.
(العربي الجديد)