ألكسندر غيلييفيتش دوغين، مواليد موسكو عام 1962. أكاديمي وسياسي روسي، ملقّب بـ"الفيلسوف والمفكر الذي أعاد إحياء نظرية أوراسيا الجديدة". شغل منصب مستشار رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف، وهو اليوم عضو مُؤسّس وفاعل في حزب "روسيا الموحّدة" الحاكم في البلاد، ومؤسس للجبهة القومية البلشفية، وحزب "أوراسيا". أصدر دوغين 30 كتاباً منها كتاب "النظرية السياسية الرابعة"، الذي يركّز فيه على إحياء الإمبراطورية الروسية وإعادة هيمنتها مجدداً من خلال السيطرة على المناطق التي يسكن فيها الناطقون بالروسية في جورجيا وشرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، التي يعتبر مراقبون بأنه "المحرك وراء ضمها رسمياً"، بالإضافة إلى دول البلطيق.
لدوغين نفوذ سياسي قوي في أروقة الكرملين والدوما وفي المستوى الأكاديمي، باعتباره يعبّر "فكرياً عن القومية الروسية". ولا يخفي البعض تسميته بـ"الفاشي لتبشيره بحرب نهاية العصر". يؤمن الرجل بإيجاد ما يصطلح عليه "الطابور الخامس" عبر إقامة علاقات وثيقة مع أحزاب أوروبية تميل نحو التطرف بنقيضيه اليميني واليساري في عدد من الدول، ومن بينها النمسا التي يراهن على وصول أول رئيس شبه فاشي إلى السلطة فيها بعد أيام.
وبالنسبة له فإن طرح "الأوراسية الجديدة"، محاولة لجعل ثقل روسيا، وتحالفاتها اللغوية بالأساس عند الناطقين باللغة الروسية من الأقليات في الدول، موازياً للثقل الغربي. ويعتبر دوغين أن الجغرافيا الروسية الواسعة، تمنحها الكثير من القدرات على التقدم على الآخرين. يرفض رفضاً قاطعاً وجود ما يضاهي روسيا ثقافةً. بالنسبة إليه، الأحزابُ الفاشية والقومية الأوروآسيوية تواجه "خطر تغلغل الإسلام"، لذلك يؤمن بنظرية الانسجام العرقي والثقافي بين أحزاب الغرب القومية المتطرفة والروس.
ومنذ عام 1993 يركز دوغين جهده الأكاديمي، ولاحقاً العملي، بالتواصل مع الحركات الغربية المتطرفة من خلال دعوتها إلى مؤتمرات وندوات "فكرية" في موسكو، والسفر بنفسه لعقد مؤتمرات في عواصم ومدن غربية، ويجهد في مسألة تقوية روابط روسيا والكرملين في الغرب، لتحقيق ما بات اليوم مرئياً في علاقة موسكو بتلك الأطراف. كما جمعت دوغين علاقات جيدة أيضاً، في سبيل تسويق رؤيته القومية المتطرفة، بالسياسي الروسي المثير للجدل فلاديمير جيرنوفيسكي.