ذكرت مجلة فوكوس الألمانية، اليوم السبت، مستشهدة بتقرير لوزارة المالية، أن مسؤولي حكومة المستشارة أنغيلا ميركل اقترحوا السماح لبريطانيا بدخول السوق الأوروبية الموحدة، مقابل دفع رسوم.
وجاء في التقرير المؤلف من 35 صفحة بشأن الكلفة المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على ألمانيا، أن هذه الخطوة تهدد "بعواقب اقتصادية وأخرى متعلقة بالاستقرار وستؤثر بشكل خاص على الاقتصاد الحقيقي".
وقدر مسؤولو الوزارة وفقا لوكالة "رويترز" أن برلين ستضطر لضخ 4.5 مليارات يورو (خمسة مليارات دولار) إضافية سنويا في خزائن الاتحاد الأوروبي نتيجة لمغادرة بريطانيا. وللتخفيف من أثر هذه التكلفة، طرحوا فكرة فرض رسوم على بريطانيا للوصول إلى السوق الموحدة.
وفي حين نقلت "فوكوس" عن المسؤولين قولهم "إن إسهاماً مالياً مستقبلياً من هذا القبيل يجب أن يستخدم لتخفيف العواقب المالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (خفض في إنفاق الاتحاد الأوروبي أو زيادة في المدفوعات للدول الأعضاء الأخرى)، رفض مسؤول بوزارة المالية التعليق على التقرير، وفقا للوكالة ذاتها.
كما اشار التقرير إلى أن خروج بريطانيا سيضع أيضاً ضغوطاً إضافية على مسؤولي الضرائب والجمارك الألمان، إذ ستكون هناك التزامات ضريبية جديدة للمنتجات والخدمات المشتراة من الشركات البريطانية.
كان قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي قد وضعوا "بالإجماع" الخطوط العريضة لمفاوضات خروج بريطانيا من التكتل "بريكست"، وذلك خلال قمة، في العاصمة البلجيكية بروكسل السبت الماضي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في تغريدة على "تويتر"، إنّه "تمّ تبنّي الخطوط العريضة للمفاوضات بالإجماع. التفويض الحازم والمنصف لأعضاء الاتحاد الـ27 حول مفاوضات بريكست جاهز".
وفي أول اجتماع، منذ أن أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رسمياً، في نهاية مارس/ آذار الماضي، العد التنازلي الذي يستمر عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أبدى زعماء الدول الأخرى المتبقية في التكتل، وحدة موقفهم، من خلال تأييد مجموعة إرشادات للتفاوض، في ثماني صفحات صاغها دبلوماسيون، خلال الشهر المنصرم.
وتهدف "توجيهات المفاوضات"، التي أقّرها رؤساء الدول والحكومات الـ27، إلى تحديد المبادئ الكبرى التي ستحكم عمل مفاوضي الاتحاد الأوروبي الذين يترأسهم الفرنسي ميشال بارنييه.
كانت ميركل، قد دعت الخميس قبل الماضي، البريطانيين إلى "عدم الانجراف وراء أوهام تجعلهم يتخيلون أنهم سيستمرون في التنعم بمزايا الاتحاد الأوروبي، بعد خروج بلادهم منه".
وبلهجةٍ صارمة خلال حديثها أمام مجلس النواب الألماني (البوندستاغ)، قالت ميركل إنه "ينبغي إتمام المحادثات بشأن التزامات بريطانيا المالية تجاه الاتحاد في مرحلة مبكرة من محادثات الخروج".
وأضافت "الدولة الثالثة، وهذا سيكون حال بريطانيا، لا يمكن ولن يكون لها الحقوق نفسها التي يتنعم بها أعضاء الاتحاد الأوروبي".
وقالت المستشارة الألمانية، "ينبغي أن أقول هذا بوضوح هنا، لأن لدي شعوراً أن بعضهم في بريطانيا ما زالت لديه أوهام. هذا مضيعة للوقت".
(الدولار يساوي 0.9096 يورو)
(العربي الجديد)