تنقسم الآراء في ألمانيا بين مؤيد ومعارض لاستقبال البلاد مزيد من اللاجئين. وتكثر التساؤلات عن إمكانية احتواء لاجئين جدد وتحمل تكاليف بقائهم على الأراضي الألمانية وتأمين سكن لهم. ويقول عدد من الألمان إنهم على استعداد لاستقبال اللاجئين في منازلهم.
وبحسب مسح أجراه معهد البحوث الألماني "إيميند" لجريدة "بيلد أم زونتاغ"، فإن 33 في المائة من الألمان على استعداد لتقديم المساعدة للاجئين واستقبالهم في منازلهم، في وقت يرفض 76 في المائة الأمر. وتقول الفئة الأولى، إنه ليس لديهم مشكلة في إيواء اللاجئين في منازلهم، في حال كان لديهم غرفة إضافية. بل يرون أن الأمر بديهي، ويجب على من لديه الإمكانيات استقبالهم من دون أي تردّد أو خوف.
وشجع النائب في البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مارتن باتسلت، الذي استقبل لاجئين في منزله، على الأمر، مطالباً الألمان بمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين لا يملكون أي شيء، ويبحثون فقط عن مكان يؤويهم. واعتبر أن ذلك قد يساعدهم على التأقلم في أسرع وقت ممكن.
في الوقت نفسه، طالب رئيس الجمعية الألمانية للمدن، أولريش مالي، الحكومة بزيادة التمويل للاهتمام باللاجئين، نظراً لارتفاع كلفة إقامتهم على الأراضي الألمانية. ويؤكد أن وعي بعض المواطنين الألمان بضرورة المساعدة يخفف على الدولة الألمانية أعباء كثيرة، بالإضافة إلى العمل مع الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالعمل الاجتماعي. ويرى أن إقامة اللاجئين في منازل الألمان الذين يملكون القدرة على تحمل هذه المسؤولية يعد أمراً مفيداً جداً، ويحسن العلاقات الاجتماعية بين الطرفين. هكذا يتحمل الألمان المسؤولية، وخصوصاً أن مراكز استقبال اللاجئين أصبحت مكتظة، ويتشارك عدد كبير من الأشخاص غرفاً ضيقة.
لكن عندما يرغب أحد المواطنين الألمان في استقبال لاجئ في منزله، يجب عليه أولاً الحصول على إذن من دائرة الأجانب التي تتولى شؤون اللاجئين، التي ترسل موظفين للتحقق من أن المكان مناسب. في بعض الأحيان، يخشى اللاجئون أنفسهم من مشاركة الألمان المنزل، ويفضلون البقاء مع آخرين في مراكز مخصصة لهم. وقد يكون السبب أنهم يأتون من خلفية ثقافية مختلفة. في المقابل، يفرح لاجئون آخرون بالأمر، ويرحبون بعدم ذهابهم إلى مراكز اللاجئين، لأن الظروف المعيشية صعبة. ويرون أن استضافة الألمان لهم في منازلهم ستكون أفضل، وتمكنهم من التعرف على المجتمع الألماني عن قرب.
اقرأ أيضاً: المهاجرون يحبون ألمانيا كأهلها الأصليين