أمس في تمّوز
يقولُ المؤرّخُ إنّنا
ابتسمنا نحو العدوّ الهارب وهو يزحفُ:
عُتاةً كانوا وقذرين
مشرئبةً أعناقهم كفضلات
عتاةً كانوا
على صليبنا المغروزِ في الجلد
على مرمى حجرٍ من الملحمة.
■
الذين دمّروا الدبابات
وزّعوا علينا بالأمس
بعد نصرهم المستميت
راحة الحلقوم.
■
هجَرنا البارجةَ في البحر
قُلنا للملائكةِ أن صُبّوا عليها نيران أجنحتكم
علّموها درساً
كيف تكون القيامة.
■
الملاكُ الحارسُ نزل ليُقاتلَ هنا
هكذا روى شيخُ الضيعة
في السّهرات.
■
أمس في تمّوز
لم نبصر سوى الأودية
سوى الحدقات المفتوحة على السّماء
والدماء السائلة من البكارة.
■
في تمّوز
علّمنا أرضنا الحبّ
خيّطنا لها المعاطفَ والابتسام
لذاكرتها فتحنا باباً جديداً
أيقظنا تبغَها من رقادهِ
فهل ارتوتْ؟
■
بلدات ودساكر كثيرة لم أسمع باسمها من قبل
صارت قُبلاً
صارت فجراً
صارت مزاراً
■
لم يبق من تمّوز سوى ذكرىً فكَّكوا شيفرتها
حتى صارت أرشيفاً
أصحابُ الفضل أحالوها خُردةً
وضَّبوها في الخزائن
أهالوا عليها التراب
من كانت شفاءنا المؤقّت.
* شاعر من لبنان