والتقى وفد من "حماس" مرتين قبل شهر بمسؤولي الاستخبارات المصرية، بعد قطيعة دامت ما يقارب ثلاث سنوات عقب عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، ولم تكشف "حماس" ومصر عما جرى الاتفاق عليه في اللقاءات، والتي قالت الحركة الإسلامية إنها مستبشرة بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر عقبها.
وعلى مدار الأيام الماضية، قامت آليات حكومية بتسوية الأراضي المحاذية للحدود من الناحية الفلسطينية، ونصبت المزيد من نقاط المراقبة والتفتيش، وكثفت من تواجدها في المنطقة الملاصقة للحدود، والتي ينتشر فيها الجيش المصري بكثافة أيضاً.
ونظمت وزارة الداخلية والأمن الوطني، جولة تفقدية بمشاركة قيادتها وقادة القوى الوطنية والإسلامية على الحدود الجنوبية لقطاع غزة بالتزامن مع إعادة انتشار قوات الأمن الوطني على طول الحدود، وفق المتحدث باسم الوزارة إياد البزم.
وقال البزم لـ"العربي الجديد"، إنّه جرى إعادة انتشار لقوات الأمن الوطني على الحدود الجنوبية مع مصر، مع زيادة عدد المواقع والقوات على الأرض، مؤكداً أنها إجراءات أمنية معتادة، لكنها أيضاً رسالة لـ"الأشقاء" المصريين بأنّ حدودنا آمنة ولن يأتيهم من غزة إلا كل خير.
وأشار البزم إلى أنه لا يوجد أي احتكاك سلبي بين القوات المصرية والفلسطينية على الحدود، وأنّ كلا منهما تمارس أعمالها ومهامها، وذلك رداً على التخوفات من احتمالية تعرض الجيش المصري للقوات المنتشرة على الجانب الفلسطيني.
وفي السابق، كان هناك عناصر أمنية يحمون الحدود مع مصر من الجانب الفلسطيني، لكنهم قليلون نتيجة خشية المسؤولين في غزة من تطور سلبي في العلاقة مع الجنود المصريين المتواجدين على الحدود، في ظل اتساع فجوة الخلاف بين الطرفين.
وأطلق الجيش المصري عدة مرات طلقات تحذيرية تجاه عناصر من الأمن في غزة، لكنّ أحداً لم يصب فيها.
وتعلن "حماس" دائماً التزامها بحماية الحدود مع مصر، وعدم السماح بعمليات التنقل للجهاديين من مصر إلى غزة والعكس.
في الأثناء، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ثابت العمور لـ"العربي الجديد"، إنّ خطوة نشر القوات على الحدود تفسر في إطار التنفيذ العملي لمنجزات اللقاءات الأخيرة التي جمعت الاستخبارات المصرية وقيادات حركة "حماس".
وأشار العمور إلى أنّ نشر هذه القوات كان يحتاج لترتيبات معينة، وإعادة هيكلة للقوات، لاختلاف المهام التي أوكلت لهم حالياً، موضحاً أنّ مهام قوات الأمن سابقا كانت حفظ الحدود ومراقبة الأنفاق وأنّ يكون هناك رمزية لوجود فلسطيني.
لكن الآن، وفق العمور، الوضع اختلف، والمهام باتت تتطلب منع خروج أو التحاق أي شخص بالجماعات السلفية في سيناء انطلاقاً من غزة، ومنع دخول أي عنصر من الجماعات السلفية بسيناء إلى غزة، وهو ما تطلب كادراً بشرياً أكبر ومعدّات وأدوات وخططا واتصالا وتنسيقا.
ولفت العمور إلى أنّ "حماس" تريد إثبات حسن النوايا تجاه مصر بالفعل، وتريد أنّ تقول إنها المتحكم والضابط في غزة.