تتخوف المكونات السياسية في محافظة كركوك العراقية، من إعادة إشراك قوات البشمركة الكردية بالملف الأمني في المحافظة، في وقت أثار فيه ارتباك الملف الأمني في المحافظة قلق الحكومة، وسط مطالبات بتدخل رئيس الحكومة حيدر العبادي.
وقال مسؤول محلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات البشمركة استغلت الخروقات الأمنية المتكررة في كركوك، للتمهيد لعودتها إلى المدينة"، موضحا أنّ "جهات كردية تعمل على التنسيق والتفاهم مع الحكومة العراقية لأجل عودة البشمركة".
وأكد المسؤول أنّ "تلك الجهات أكدت وجود خطط وإمكانيات لدى البشمركة لفرض الأمن في المحافظة، وإنهاء أعمال العنف التي نشطت أخيرا فيها"، مبينا أنّ "هناك تفاهمات بهذا الصدد، وأنّ الكرد بانتظار قرار من قبل رئيس الحكومة حيدر العبادي، لإعادة جزء من البشمركة للمحافظة".
وترفض مكونات محافظة كركوك، عودة البشمركة إليها، مطالبة العبادي بمنع ذلك.
وقال رئيس الجبهة التركمانية في المحافظة، أرشد الصالحي، في مؤتمر صحافي، عقده اليوم بحضور المجموعة العربية في كركوك، إنّ "استقرار الأوضاع في كركوك وعودة الملف الأمني لسيطرة القوات الاتحادية، لم يرق للبعض، من الذين يحاولون بشتى الطرق إعادة المحافظة الى وضعها السابق، وإعادة القوات غير الاتحادية إلى الملف الأمني، وأن تكون البشمركة جزءاً من القوات المسؤولة عن أمن المحافظة".
من جهته، أكد رئيس المجموعة العربية، الشيخ برهان مزهر العاصي، خلال المؤتمر، "إنّنا نرفض بشكل قاطع، أي خطوة لإعادة أي قوات غير اتحادية إلى كركوك"، داعيا رئيس الحكومة، إلى "عدم الموافقة على هذا الموضوع الخطير، الذي سيسهم بإرباك المشهد الأمني والسياسي والانتخابي في كركوك، في حال تم".
وهدّد العاصي، بـ"اللجوء إلى استخدام كافة الطرق الدستورية والقانونية لرفض هذه الخطوة".
وتعتبر جهات كردية، منع عودة البشمركة إلى كركوك، محاولات لتمرير أجندات سياسية على حساب المواطنين.
وقال القيادي في حزب البارزاني، حسن شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجميع يدركون الدور الكبير والقدرة لدى قوات البشمركة في إدارة ملف أمن كركوك، وأنّ الجهات المعارضة لعودتها تريد تنفيذ أجنداتها السياسية على حساب أمن المواطنين".
وأكد شنكالي أنّ "الملف الأمني يجب أن يبعد عن السياسة، وأن يدار بمهنية، حفاظا على حياة المواطنين"، مؤكدا أنّ "البشمركة لديها خطط وإمكانات تصب بصالح أمن كركوك، ويجب فسح المجال لها، خاصة بعد أن عجزت القوات الاتحادية عن تأمين المحافظة".
وتشهد محافظة كركوك العراقية ارتباكا أمنيا ملحوظا، في وقت استطاع فيه تنظيم "داعش" الإرهابي، أخيرا تنفيذ أعمال عنف فيها، وسجّلت المحافظة، خلال الفترة الأخيرة عدّة هجمات، استهدفت مدنيين وعسكريين، في المحافظة وأطرافها، وتسببت بوقوع قتلى وجرحى.