أجلت واشنطن، الأربعاء، تنفيذ تهديدها بفرض رسوم جمركية أعلى على ما قيمته 7.5 مليارات دولار من سلع الاتحاد الأوروبي في نزاعها المستمر منذ فترة طويلة بشأن الدعم المقدم لشركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات.
في العام الماضي، سمحت منظمة التجارة العالمية للولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100 في المائة على 7.5 مليارات دولار على البضائع الأوروبية.
ثم فرضت واشنطن ضرائب بنسبة 25 في المائة على عدد من منتجات الاتحاد الأوروبي بما في ذلك النبيذ والجبن والزيتون. وزادت تعريفة 10 بالمئة على طائرات إيرباص إلى 15 بالمئة في مارس/ آذار.
وقال الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إنه جعل نفسه يمتثل لقرارات منظمة التجارة العالمية ودعا إلى رفع الرسوم الجمركية.
وصرح الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتايزر في بيان بأن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لم يتخذوا الإجراءات اللازمة للامتثال لقرارات منظمة التجارة العالمية". لكن الولايات المتحدة ملتزمة بالحصول على حل طويل الأمد لهذا النزاع.
"وبناءً على ذلك ، ستبدأ الولايات المتحدة عملية جديدة مع الاتحاد الأوروبي في محاولة للتوصل إلى اتفاق من شأنه معالجة السلوك الذي أضر بصناعة الطيران والعاملين في الولايات المتحدة وسيضمن تكافؤ الفرص للشركات الأميركية".
وكانت أميركا قد هددت في يونيو / حزيران بفرض رسوم جمركية أخرى على سلع الاتحاد الأوروبي بقيمة 3.1 مليار ات دولار كما تم التصريح لها بموجب قرار منظمة التجارة العالمية.
وأجرت واشنطن تعديلات طفيفة على قائمة السلع يوم الأربعاء لكنها تركت كمية المنتجات الخاضعة للرسوم الجمركية عند 7.5 مليارات دولار، ولم تتغير الأسعار عند 15 بالمئة للطائرات و25 بالمئة للمنتجات الأخرى.
ورحبت المفوضية الأوروبية بحذر "بالقرار الأميركي بعدما تفاقم الخلاف المستمر بشأن الطائرات".
وقالت إن المفوض التجاري بالاتحاد الأوروبي فيل هوغان سيواصل العمل مع لايتهايزر لإيجاد "حل يقوم على الحوار البناء والمنفعة المتبادلة وليس على أساس الصراع".
وكتبت على موقع تويتر أن "التباطؤ الاقتصادي الحالي، وتحديدا تأثيره على قطاعي السفر الجوي والطائرات، يوفر ضرورة ملحة لحل هذا النزاع".
لكن شركة إيرباص قالت إنها "تأسف بشدة" لقرار الولايات المتحدة الإبقاء على الرسوم الجمركية على طائراتها "على الرغم من الإجراءات الأوروبية الأخيرة لتحقيق الامتثال الكامل"، وإن "إيرباص على ثقة من أن أوروبا ستستجيب بشكل مناسب للدفاع عن مصالحها ومصالح جميع الشركات والقطاعات الأوروبية، بما في ذلك شركة إيرباص ، المستهدفة بهذه التعريفات".
بدأت المعركة القانونية بين إيرباص وبوينغ في منظمة التجارة العالمية في عام 2004 عندما اتهمت واشنطن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا بتقديم إعانات ومنح غير قانونية لدعم إنتاج مجموعة من منتجات إيرباص.
وقالت شركة إيرباص في أواخر يوليو / تموز إنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومتين الفرنسية والإسبانية يرفع أسعار الفائدة على الأموال المقدمة للمساعدة في تطوير طائرتها طويلة المدى A350 إلى المستويات التي تراها منظمة التجارة العالمية مناسبة.
واعتبرت المفوضية الأوروبية أن هذا الأمر أزال أي أسباب تدعو الولايات المتحدة إلى الإبقاء على الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات الاتحاد الأوروبي بموجب أحكام منظمة التجارة العالمية، بالإضافة إلى تقديم حجة قوية لتسوية سريعة للنزاع.
(فرانس برس)