بدأ أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى إيران، وصفت بأنها "تاريخية"، تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
ونقل تلفزيون الكويت الرسمي بثاً مباشراً لاستقبال روحاني لأمير الكويت، في قصر سعد أباد لدى وصوله طهران.
وعقد الطرفان مباحثات رسمية تناولت سبل تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تم بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.
وأكدت "كونا" أنه ساد المباحثات "جو ودّي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين دولة الكويت والجمهورية الاسلامية الايرانية الصديقة، في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات كافة. كما أقام روحاني مأدبة عشاء حضرها الصباح والوفد الرسمي المرافق.
ومن المقرر أن يلتقي أمير الكويت خلال زيارته، التي تستغرق يومين، كبار المسؤولين الايرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، فيما وقّعت ست مذكرات تعاون بين البلدين بحضور أمير الكويت والرئيس الإيراني. وتشمل مذكرات التعاون الجانب الأمني والنقل الجوي والتعاون الجمركي والتعاون الرياضي والتعاون السياحي والتعاون البيئي.
وتكتسب الزيارة الأولى لأمير الكويت منذ توليه مقاليد الحكم قبل 8 سنوات، أهمية خاصة في ظل التطورات في العلاقات الإقليمية من جهة، وتطورات العلاقات العربية الإيرانية من جهة ثانية، فضلاً عن الملفات التي يمكن أن تطرح فيها وتناقشها، ولكون الكويت تترأس حالياً مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكذلك رئاسة القمة العربية.
كما تأتي الزيارة قبل يوم من عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اجتماعاً لهم في مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض، غداً الإثنين، في إطار التعاون "الدورة العادية الـ131 للمجلس الوزاري".
ويؤمل أن يلعب الصباح دوراً إيجابياً في تحسين العلاقات الإيرانية السعودية التي تشهد فتوراً على خلفية عدد من الملفات، أبرزها الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني، وخصوصاً بعدما أبدى وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، في تصريحات صحفية، استعداد بلاده للقيام بوساطة لحل الخلافات بين البلدين.
لكن الزيارة ترافقت مع اعلان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أنه لن يلبي الدعوة لزيارة السعودية في إطار اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وذلك بسبب ارتباطه بالمفاوضات النووية مع الدول الكبرى، التي ستجري في الوقت نفسه.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن ظريف قوله "كنت مدعواً للتوجه إلى اجتماع منظمة التعاون الاسلامي، لكن بما أن هذا الاجتماع يتزامن مع المفاوضات النووية، فسيتعذر على المشاركة فيه". وبحسب ظريف، فإن "موعد المفاوضات (النووية) تقرر قبل (الدعوة) ولن يكون بإمكاني تغييره".
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن ظريف ترحيبه بزيارة أمير الكويت معتبراً أنها ستكون "بداية جديدة لتوسيع أكثر في نطاق العلاقات بين البلدين في كل المجالات". وأضاف "لدينا مصالح متبادلة وتاريخية مع الكويت والأرضية جاهزة لتوسيع هذه الروابط".
ويرافق أمير الكويت في زيارته إلى طهران، وفد رسمي رفيع المستوى، يضم كلاً من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، صباح خالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة، عبد المحسن المدعج، وزير المالية، أنس الصالح، وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة علي العمير.
وسبق أن قام أمير الكويت بزيارة إيران، في يونيو/حزيران عام 1979، وكان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ليصبح بذلك أول مسؤول خليجي رفيع المستوى يزور إيران بعد قيام الثورة فيها.
كما قام بزيارة ثانية في 11 يناير/كانون الثاني 2003. وكان يشغل حينها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.