تسلّم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين، رسالة خطية من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبحث مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مستجدات المنطقة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
ووفق الوكالة، فإن "الرسالة تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها وعدد من القضايا الإقليمية والدولية"، لافتة إلى أن لقاء أمير قطر مع ظريف تناول "أبرز المستجدات في المنطقة".
في السياق قال ظريف، إنه أكد خلال مقابلة أمير قطر "رؤية إيران لتنمية العلاقات مع جميع جيرانها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"".
واستشهد ظريف بعلاقات الدوحة مع طهران، "كنموذج للعلاقات السياسية الإيرانية مع دول المنطقة".
كما أكد وزير الخارجية الإيراني في ختام زيارته الدوحة أن بلاده تولي "الأولوية للجيران"، مشيرا إلى أن مباحثاته مع المسؤولين القطريين كانت "بناءة للغاية".
جاء ذلك في تغريدة لظريف على "تويتر"، قال فيها أيضاً إنه أجرى خلال زيارته للدوحة، مباحثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حول "القضايا الثنائية والإقليمية والدولية".
وأكد أن "الأولوية للجيران" بعد أن أشار إلى أن "دول المنطقة وحدها هي التي قادرة على ضمان أمن المنطقة".
Twitter Post
|
كما أعلنت الخارجية الإيرانية في بيان، أن ظريف، أبلغ أمير قطر خلال لقائه به بـ"موقف الجمهورية الإسلامية حول تنمية العلاقات مع جميع جيرانها"، لافتا إلى أن "الإرهاب الاقتصادي الأميركي زاد من التوترات في المنطقة وأنه لن يكون فاعلا ضد الشعب الإيراني".
وبحسب البيان، أكد الشيخ تميم خلال اللقاء أن قطر "مستعدة دوما للمساعدة في استتباب السلام والاستقرار في المنطقة".
وكان وزير الخارجية الإيراني، قد التقى بنظيره القطري، مساء الأحد، بعد وصوله إلى الدوحة، حيث قالت الخارجية الإيرانية في بيان، إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة.
وأضاف البيان أن ظريف اعتبر أن "التحالفات العسكرية محكومة بالفشل سلفا والقوات الأجنبية هي التي تزعزع الأمن في المنطقة".
كما أشار ظريف إلى أن أمن الخليج "هو مسؤولية الدول المطلة عليه وليس القوات الأجنبية".
واتهم ظريف الولايات المتحدة، في مقابلة مع قناة الجزيرة الإنكليزية، بتحويل منطقة الخليج إلى "علبة كبريت قابلة للاشتعال".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني في المقابلة التي وصف في تغريدته اليوم بأنها كانت "مطولة" أن "الخليج ضيق وكلما زاد وجود السفن الأجنبية فيه أصبح أقل أمنا"، مشيراً إلى أن "إغراق المنطقة بالأسلحة من قبل أميركا وحلفائها حولها إلى علبة كبريت قابلة للاشتعال".
وجاءت زيارة ظريف إلى الدوحة بعد اتصال هاتفي مساء أمس الأحد بين الرئيس الإيراني وأمير دولة قطر، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والتوترات المتصاعدة في الخليج.
ودعا أمير قطر، خلال الاتصال مع روحاني، إلى خفض التوترات في الخليج، قائلاً إنّ "ذلك يخدم المنطقة والعالم"، مضيفاً، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنّ الدوحة "لن تألو أي جهد لتخفيض التوتر في المنطقة"، مشدداً على أنّ "دول المنطقة هي التي يجب أن تؤمن أمنها".
من جهته، قال الرئيس الإيراني إنّ بلاده "تولي أهمية كبيرة لتعزيز أمن منطقة الخليج ومضيق هرمز وبحر عُمان"، مضيفاً أنها "ستبذل كل جهودها في الحفاظ على الأمن الإقليمي".
وأضاف أنّ "بعض الدول بما فيها أميركا تهدف من خلال تصرفاتها إلى ترويج انعدام الأمن في المنطقة"، متهماً هذه الدول من دون أن يسميها بـ"تعقيد مشاكل المنطقة وجعلها الأكثر خطورة".
لا وجود لمقترح فرنسي "مهم"
وعلى صعيد آخر، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، "وجود مقترح فرنسي مهم يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ أوروبا تعهداتها".
جاء ذلك في معرض رده على سؤال لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عما إذا كان الرئيس الإيراني قد تلقى مقترحين من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي.
وأضاف موسوي أنه "بعد ردود فعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه عدم تنفيذ أوروبا تعهداتها، بدأت دول أوروبية بجهود للتغلب على المشاكل".
ونقلت وسائل إعلامية إقليمية وغربية، عن "مصادر إيرانية مطلعة" أن ماكرون حمّل نظيره الإيراني مقترحين خلال الاتصال حول إيداع مبلغ 15 مليار دولار في قناة "إنستكس" المالية الأوروبية للتجارة مع إيران، وكذلك دعوة روحاني إلى قمة مجموع السبع المزمعة عقدها خلال هذا الشهر في فرنسا.
وأضافت المصادر الإيرانية، أن روحاني رفضت العرض الفرنسي، مشترطا رفع واشنطن جميع العقوبات المفروضة على طهران، قبل إجراء أي تفاوض ولقاء.
ونفى مصدر فرنسي، الأربعاء الماضي، لوكالة "رويترز"، أن يكون ماكرون قد دعا روحاني إلى القمة.
ولفتت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم إلى أن رئيس فرنسا كأحد أعضاء مجموعة 4+1 الشريكة في الاتفاق النووي "بدأ جهودا لخفض التوتر"، معلنا أن إيران "ترحب بهذه الجهود ولا تنفيها".
وأشار موسوي إلى الاتصالات الهاتفية المتعددة بين الرئيسين الإيراني والفرنسي، قائلا إنه "من الطبيعي أن تُطرح مقترحات خلال هذه الاتصالات لكن أيا منها ليس نهائيا وحتميا"، من دون أن يكشف عن ماهية هذه المقترحات، لكنه أكد أن ما يطرحه بعضهم "ليس إلا تكهنات إعلامية لا ينبغي الاهتمام بها".
وشدد المتحدث الإيراني على أنه "لا وجود لأي مقترح يمكن الاعتماد عليه بشكل مؤكد حتى اللحظة".
وتأتي هذه التصريحات الإيرانية، بينما مضى أكثر من شهر على مهلة الستين يوما الثانية، منحتها طهران في السابع من الشهر الماضي، للدول الأوروبية لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية من خلال تسهيل بيع نفطها ومعاملاتها المالية، من دون أن تنفذ أوروبا أيا من مطالب إيران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى التأكيد أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، أنها ستواصل سياسة تقليص تعهداتها النووية، وفي هذا الإطار ستنفذ المرحلة الثالثة من التقليصات في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل بعد انتهاء مهلة الستين يوما الثانية.
وتبذل فرنسا منذ فترة، جهودا حثيثة بحثا عن حلول لإنقاذ الاتفاق النووي، ليجري الرئيس الفرنسي، أربعة اتصالات هاتفية مع نظيره الإيراني، خلال شهر واحد فقط.
وفي إطار الحراك الفرنسي، تبادل مبعوثا روحاني وماكرون زيارات إلى طهران وباريس، خلال الشهر الجاري، حيث زار مستشار ماكرون للشؤون الدبلوماسية، إيمانويل بون، إيران في العاشر من الشهر، ومكث فيها ليومين، حاملا رسالة خاصة من الرئيس الفرنسي إلى نظيره الإيراني. كما أن الأخير أوفد المساعد السياسي للخارجية الإيرانية، عباس عراقجي مبعوثا خاصا له إلى فرنسا، في الثالث والعشرين من الشهر، للقاء ماكرون ونقل رسالة إليه.