حياة تعب كبير عاشتها الحاجة أمينة عبد الله مذ كانت طفلة هُجّرت مع أهلها من فلسطين إلى لبنان حيث مات شقيقها طفلاً
في العاشرة من عمرها خرجت من بلدتها عكبرة، في فلسطين، في عام النكبة، 1948، بعد هجوم العصابات الصهيونية عليها، ومكوث أهلها في أماكن وعرة طوال خمسة أيام، ومن بعدها رحلة المشي إلى لبنان.
تقول الحاجة أمينة محمود عبد الله، المقيمة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في جنوب لبنان: "كان والدي مع الثوار. وحين هربنا كنت معه وحدي، إذ فقدنا أمي وأشقائي. كانوا قد توجهوا جميعاً نحو بلدة رميش الجنوبية، أما أنا وأبي فرحنا نتنقل في فلسطين من منطقة لمنطقة، إلى أن وصلنا إلى بلدة بنت جبيل في لبنان، وهناك رحنا نبحث عن أمي وأشقائي مجدداً، إلى أن وجدناهم فيها".
تضيف: "من بنت جبيل، انتقلنا إلى مدينة صور، حيث مكثنا في مخيم البرج الشمالي لمدة ستة أشهر، وبعدها نُقلنا إلى منطقة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة، وأعطونا شوادر، أقمنا أكثر من عائلة في كلّ واحد منها". تردف: "عشنا في تلّ الشوادر عيشة ذل وفقر مدقع، فكانت وكالة أونروا تقدم لكلّ فرد رغيفاً واحداً من الخبز يومياً، ولم يكن لدينا ما نأكله إلّا ذلك الرغيف". تتابع: "في أحد فصول الشتاء، أتت ريح عاصفة واقتلعت الخيام من مكانها، فنقلونا إلى مخيم عين الحلوة، وإلى هذا المنزل الذي أسكنه مع أولاد أخي بالتحديد، اليوم".
تعرض الحاجة أمينة وضع العائلة في ذلك الحين: "والدي كان كبيراً في السن، وكان يعمل بالأجرة اليومية في الزراعة والتعشيب وحفر القبور كي يؤمّن معيشتنا. فالوضع كان قاسياً، ومات أخي وهو في الثالثة من عمره، بعدما أصابته الحصبة، ولم يكن لدينا غطاء حتى، كي ندفئه، ولم يكن لدينا المال لنطعمه، وهكذا مات من الجوع والبرد والمرض". تضيف: "كنا بنتين وثلاثة صبيان بعد وفاة أخي. لم أتعلم، بل نزلت إلى سوق العمل وأنا في الحادية عشرة من عمري، كنت أعمل في تحميل الرمل والبحص، وأوصلها إلى المباني مع مجموعة من الفتيات. كنا فرقة من سبع بنات، لم يقتصر عملنا على ذلك بل امتد إلى تعشيب البساتين، وغيره من المهن القاسية".
اقــرأ أيضاً
وعن زواجها تقول: "بقيت أعمل طوال عشرين عاماً، إلى أن تزوجت من فلاح متزوج، فانتقلت للعيش معه في بلدة عدلون (جنوب)، وكان أولاده يعملون معه في أرضه، كذلك أنا، لكن، بعد وفاته توقفت عن العمل". تضيف: "لم أرزق بأولاد، وعندما مات زوجي قبل خمسة وعشرين عاماً طلب مني أخي العودة للعيش معه في مخيم عين الحلوة. واليوم أعيش مع أولاده، وهم الذين يهتمون بي، خصوصاً أنّ لدي مرض ضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى علاجي من كسور في حوضي وركبتيّ، حتى بتّ غير قادرة على المشي من دون مساعدة".
في العاشرة من عمرها خرجت من بلدتها عكبرة، في فلسطين، في عام النكبة، 1948، بعد هجوم العصابات الصهيونية عليها، ومكوث أهلها في أماكن وعرة طوال خمسة أيام، ومن بعدها رحلة المشي إلى لبنان.
تقول الحاجة أمينة محمود عبد الله، المقيمة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في جنوب لبنان: "كان والدي مع الثوار. وحين هربنا كنت معه وحدي، إذ فقدنا أمي وأشقائي. كانوا قد توجهوا جميعاً نحو بلدة رميش الجنوبية، أما أنا وأبي فرحنا نتنقل في فلسطين من منطقة لمنطقة، إلى أن وصلنا إلى بلدة بنت جبيل في لبنان، وهناك رحنا نبحث عن أمي وأشقائي مجدداً، إلى أن وجدناهم فيها".
تضيف: "من بنت جبيل، انتقلنا إلى مدينة صور، حيث مكثنا في مخيم البرج الشمالي لمدة ستة أشهر، وبعدها نُقلنا إلى منطقة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة، وأعطونا شوادر، أقمنا أكثر من عائلة في كلّ واحد منها". تردف: "عشنا في تلّ الشوادر عيشة ذل وفقر مدقع، فكانت وكالة أونروا تقدم لكلّ فرد رغيفاً واحداً من الخبز يومياً، ولم يكن لدينا ما نأكله إلّا ذلك الرغيف". تتابع: "في أحد فصول الشتاء، أتت ريح عاصفة واقتلعت الخيام من مكانها، فنقلونا إلى مخيم عين الحلوة، وإلى هذا المنزل الذي أسكنه مع أولاد أخي بالتحديد، اليوم".
تعرض الحاجة أمينة وضع العائلة في ذلك الحين: "والدي كان كبيراً في السن، وكان يعمل بالأجرة اليومية في الزراعة والتعشيب وحفر القبور كي يؤمّن معيشتنا. فالوضع كان قاسياً، ومات أخي وهو في الثالثة من عمره، بعدما أصابته الحصبة، ولم يكن لدينا غطاء حتى، كي ندفئه، ولم يكن لدينا المال لنطعمه، وهكذا مات من الجوع والبرد والمرض". تضيف: "كنا بنتين وثلاثة صبيان بعد وفاة أخي. لم أتعلم، بل نزلت إلى سوق العمل وأنا في الحادية عشرة من عمري، كنت أعمل في تحميل الرمل والبحص، وأوصلها إلى المباني مع مجموعة من الفتيات. كنا فرقة من سبع بنات، لم يقتصر عملنا على ذلك بل امتد إلى تعشيب البساتين، وغيره من المهن القاسية".
وعن زواجها تقول: "بقيت أعمل طوال عشرين عاماً، إلى أن تزوجت من فلاح متزوج، فانتقلت للعيش معه في بلدة عدلون (جنوب)، وكان أولاده يعملون معه في أرضه، كذلك أنا، لكن، بعد وفاته توقفت عن العمل". تضيف: "لم أرزق بأولاد، وعندما مات زوجي قبل خمسة وعشرين عاماً طلب مني أخي العودة للعيش معه في مخيم عين الحلوة. واليوم أعيش مع أولاده، وهم الذين يهتمون بي، خصوصاً أنّ لدي مرض ضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى علاجي من كسور في حوضي وركبتيّ، حتى بتّ غير قادرة على المشي من دون مساعدة".