أفاد أمين العلاقات الخارجية في "حزب الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمد سودان، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أنهم حصلوا على معلومات عن طلب "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من عدد كبير من الدول حظر الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن بريطانيا التي استجابت لضغوط دول خليجية لفتح تحقيق بشأن الجماعة".
وأشار إلى أن "ما حدث في مصر لم يكن له علاقة بالإخوان، وإنما كان له علاقة بأن الجيش كان يدبّر منذ اللحظة الأولى من إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، لاسترجاع السلطة إليه مرة أخرى من يد المدنيين"، وهذا هو جوهر القضية بحسب سودان.
ولفت إلى أنه "كان هناك صراع كبير بين المجلس العسكري السابق وبين مبارك نهاية 2010، بسبب رغبة الأخير في أن يتولى نجله الأصغر جمال منصب رئيس الجمهورية".
وجاءت تصريحات سويدان في سياق تعليقه على ما كشفه زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، من أن "الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رفض طلباً من السيسي بإدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية".
وأوضح الغنوشي، خلال حوار لقناة "البلاد" الجزائرية، أمس الأربعاء، أن "السيسي حاول أن يقنع بوتفليقة بإدراج الإخوان في الجزائر على أنها جماعة إرهابية، فردّ عليه بالقول إن هؤلاء يحكمون معنا، ويشاركوننا في الحكم".
وأكد الغنوشي أن حركة النهضة في تونس "استفادت من تجارب عربية كثيرة، منها تجربة مصر وتجربة تونس عام 1989، وتجارب كثيرة تدل على أن العدد ليس كافياً أساساً لشرعية الحكم، وإنما لا بد من مراعاة موازين القوة".
وأضاف الغنوشي خلال الحوار، أن "موازين القوة لا تتحدد فقط بالعدد كونك انتخبت من طرف 60 في المئة من الشعب"، موضحاً "ربما يكون الـ60 في المئة الذين انتخبوك عددهم كبيراً لكن تأثيرهم قليل، فلا بد من البحث عن وزن أنصارك في الإعلام ورجال الأعمال والمال والقضاء والجيش والإدارة والعلاقات الدولية وغيرها من القطاعات المؤثرة". وأضاف "الإخوان في مصر كانوا كثرة وكانوا أغلبية، ولكن الآخرين كانوا يمثلون قوة عددية وكيفية ومعنوية هائلة".
وعلى صعيد الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة، وأشار إليها الغنوشي خلال حواره، علّق سودان قائلاً "الجماعة في مراجعات دائمة للتعلم من أخطائها، فكل عمل بشري معرّض للخطأ".