وأوضحت تضامن، في بيان لها اليوم الثلاثاء، أنه في ظل الحجر المنزلي، قام الدفاع المدني بنقل الأم الشابة إسراء (24 عاماً) إلى المستشفى أربع مرات خلال أيام قليلة، ولكن بسبب قرارات متسرعة وغير مسؤولة من طبيب، فقدت سما حياتها (اسم المولودة كما أرادت والدتها تسميتها) وتعرضت الأم لآلام مبرحة، وخضعت لعملية جراحية ما زالت تعاني من آثارها، علاوة على الصدمة والمعاناة النفسية جراء فقدان طفلتها.
وفي التفاصيل، قام الدفاع المدني فجر 11 إبريل/نيسان الجاري بنقل الأم االتي كانت تعاني من مخاض وآلام وأعراض الولادة إلى مستشفى قريب من سكنها، واستعداداً لقدوم المولودة الجديدة قامت والدة الزوج بمرافقتها مع حقيبة ملابس للصغيرة المنتظرة، وتم فحصها من قبل الطبيب الذي أبدى عدم ارتياحه لوضع الأم الصحي وأمر بإعطائها سوائل، وبعد فترة قصيرة عاد الطبيب وأخبر الأم بأن الفحص الذي أجراه لها كان خاطئاً وأن عليها العودة إلى منزلها كون موعد الولادة لم يحن بعد وأن جنينها بصحة ممتازة.
عادت إسراء إلى منزلها إلا أنها ونتيجة الآلام الشديدة نقلت للمرة الثانية بواسطة الدفاع المدني إلى المستشفى، غير أن الطبيب نفسه أعادها إلى منزلها وهي لا تزال تعاني من آلام لا تحتمل. وباءت المحاولة الثالثة للأم لدخول المستشفى بالفشل بأمر من الطبيب بحجة عدم وجود التوسع المطلوب والكافي للولادة، على الرغم من إعلامه بأن ماء الرحم قد بدأ بالنزول وأنها تعاني من ألم شديد وأنها أجرت سابقاً ولادة قيصرية وأن التوسع الذي ينتظرة قد لا يكون ممكناً.
ووفق تضامن، قام الدفاع المدني بنقل الأم إلى المستشفى للمرة الرابعة بعد معاناة شديدة استمرت لأيام، وحين فحصها الطبيب نفسه قام بإبلاغها أن الطفلة التي في بطنها متوفية، وقع الخبر عليها وعلى زوجها كالصاعقة، أغمي على إسراء من شدة الهلع والصدمة، فيما أخبر الطبيب مرافقيها قبل مغاردته بأنه سيبحث في كيفية إخراج الطفلة المتوفاة من رحم والدتها.
استمر الوضع على حاله لعدة ساعات، بعدها حضر الطبيب واقترح إعطاء إسراء إبرة طلق صناعي لتلد الطفلة المتوفاة، وبعد مرور 12 ساعة إضافية مليئة بالمعاناة والألم، حضر طبيب استشاري آخر قام زوج إسراء بالتواصل معه، وذهل من خطورة وضع الأمّ وأبلغهم بضرورة إدخالها غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية وإخراج الطفلة المتوفاة من رحمها بصورة عاجلة.
وتضيف "تضامن" أن العملية أجريت، إلا أن إسراء حين أفاقت كانت تعاني من انهيار عصبي، إذ بدأت بالبحث والمناداة على طفلتها سما، وحاولت النهوض من سريرها لاحتضان طفلة امرأة أخرى معها في الغرفة ذاتها، مما دفع بأهلها إلى إخراجها وإبعادها عن جو المستشفى صباح يوم الأربعاء 15 إبريل/ نيسان الجاري.
وبحسب"تضامن"، فإن عائلة إسراء فضلت عدم إحالة الأمر إلى المدعي العام في هذه الظروف وما سيرافقها من استجوابات للأم والعائلة وأشخاص آخرين، " لكن المصلحة العامة والعدالة تقتضي التحقيق في هذه الحادثة ومحاسبة المسؤول عن الإهمال والأخطاء المهنية واللامبالاة الفادحة التي أدت إلى النتائج الكارثية التي ترتبت على سلوكه وأدائه، انتصاراً لسما التي فقدت حقها في الحياة ولحق والدتها إسراء في السلامة البدنية والنفسية وحق جميع الأمهات خاصة الحوامل في العناية الطبية اللازمة وبأعلى مستويات المهنية والإنسانية".
وتضيف الجمعية، أن خدمات الصحة الإنجابية المقدمة للنساء الحوامل قد تتأثر خلال الفترة التي تكون فيها إجراءات الوقاية من فيروس كورونا في أشدها، خاصة من حيث تأمين الاحتياجات الضرورية والهامة للنساء الحوامل أو النساء اللاتي يرضعن أطفالهن، وقد يواجهن صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية الآمنة عند الولادة وما بعدها خاصة في الولادات القيصرية أو الولادات المعقدة، وما يترتب على تواجدهن في المنازل أو المستشفيات من أخطار تتعلق بانتقال الفيروس. إلا أن ما حصل مع إسراء لا يمت بصلة إلى الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، فقد راجعت المستشفى أربع مرات وبجهود مشكورة ومقدرة من الدفاع المدني دون أدنى تجاوب أو مسؤولية من الطبيب المشرف عليها.
وتقول تضامن، إن عدم حصول كافة النساء خاصة الحوامل على خدمات صحة إنجابية نظيفة وآمنة، وعدم تلبية هذه الاحتياجات اللازمة في المرافق الصحية وعلى أيدي المختصين، سيؤديان إلى مآس كتلك التي تعرضت لها الأم الشابة.